الإعتراض ٠٦٠، من أي سبط كان أَيَّلُونَ؟

Cover Image for: objection060

يشوع ٢١: ٢٣-٢٤ تقول من سبط ”دان“ أما أخبار الأيام الأول ٦: ٦٦، ٦٩ تقولان من سبط ”أفرايم“.

يشوع ٢١: ٢٣-٢٤ ”وَمِنْ سِبْطِ دَانَ إِلْتَقَى وَمَسْرَحَهَا، وَجِبَّثُونَ وَمَسْرَحَهَا، وَأَيَّلُونَ وَمَسْرَحَهَا، وَجَتَّ رِمُّونَ وَمَسْرَحَهَا. أَرْبَعَ مُدُنٍ.“

أخبارالأيام الأول ٦: ٦٦ ”وَبَعْضُ عَشَائِرِ بَنِي قَهَاتَ كَانَتْ مُدُنُ تُخُمِهِمْ مِنْ سِبْطِ أَفْرَايِمَ.“

أخبارالأيام الأول ٦: ٦٩ ”وَأَيَّلُونَ وَمَسَارِحَهَا، وَجَتَّ رِمُّونَ وَمَسَارِحَهَا.“

فشل في قراءة النص بدقة وعدم التمييز بين الأزمنة المُختلفة للأحداث.

بدايةً إن أَيَّلُونَ هي اسم مكان وليست اسم شخص. وهي مدينة حدودية تم تخصيصها للكهنة الذين من بني قَهَاَت. وهي بالاساس جزء من الأرض التي كان يجب أن يأخذها سبط دان (يشوع ٢١: ٢٣-٢٤)؛ إلا أن سبط دان قد فشل في أخذ المدينة من الأموريّين (القضاة ١: ٣٤-٣٥). فسيطر عليها سبط أفرايم لبعض الوقت (١أخبار ٦: ٦٦، ٦٩)، وبعد ذلك خضعت لسيطرة سبط بنيامين (ا أخبار ٨: ١٣) وأيضاً سبط يهوذا (٢ أخبار ٢٨: ١٨). على ما يبدو أن المعترض يجهل أن حدود الأمم أو الأسباط تتغير بتغيّر الأزمنة. لكن أين يوجد التناقض أو التعارض في أنَّ مدينة قد خضعت لسيطرة أسباطٍ مختلفة في أوقات مختلفة.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

القراءة غير الدقيقة للنصوص هو خطأ شائع يحدث حين يقوم الناقد بقراءة النصوص بطريقة سطحية ودون بذل أي مجهود لمحاولة فهم النصوص ضمن سياقها النصّي والتاريخي والأدبي. وهي فشل في قراءة النصّ بطريقة تتوافق مع الأسلوب الأدبي الذي كُتب به. فالكتاب المقدس يحتوي على عدة أساليب مختلفة في الكتابة مثل: التاريخ (التكوين، الخروج، الملوك)، الشعر (المزامير، نشيد الأنشاد، الأمثال)، النبوءات (حزقيال، رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الأمثال (أمثال المسيح في الأناجيل). ولا يمكن أن يتم تفسيرها جميعاً بأسلوب واحد. فالشعر بالعادة يحتوي على الصور الأدبية والتعبيرات المجازية، في حين أن السرد التأريخي يقرأ بطريقة حرفية. ومن عدم الأمانة للنص أن يتم تفسير النص المكتوب بطريقة شعرية على أنه سرد تأريخي أو تفسير السرد التأريخي على أنه شِعر. فعلى سبيل المثال، حين يتسائل كاتب المزمور عن سبب عم إجابة الله للصلاة؟ لماذا ينام الرّب؟، لا يجب أن يتم أخذ معنى ”النوم“ في هذه الحالة على أنّه نوم حرفي وإلا يعتبر هذا تفسيراً غير واعياً للنص ويفتقر للأمانة. ولكننا نجد البعض من الناقدين يستعملون هذا النوع من الأخطاء كما في #٤٠٠. سوف نجد العديد من الأخطاء التي تُرتَكَب من قِبَل الناقدين والتي يمكن وصفها بكل بساطة على أنَّها ”فشل في قراءة النص بتأنٍّ وانتباه.“ حيث أنَّه وعلى ما يبدو أن الناقد قد قرأ النص بشكل معزول وخارج سياقه، الأمر الذي قاده إلى الخروج بتفسير لا يمكن للقارئ الحذر أن يخرج به. فإنه سيكون من السُّخف القول بأنَّ ”الكتاب المُقدَّس يقول بأنَّه ليس إله من المزمور ١٤: ١“ ذلك أنَّ سياق الآية يقول بأنَّ ” قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلَهٌ».“ بالرغم من وضوح الأمر إلا أننا نجد عدداً من النُّقاد يسقطون في أخطا. إن بعض الأخطاء التي يرتكبها الناقدين لا يمكن أن يتمّ وصفها إلا بأنَّها ”خداع.“، وهي تلك الحالات التي لا يوجد أي نوع من التناقض الظاهري بين الآيات. وإنَّ أي شخص عقلاني سيلاحظ ذلك حتى من القراءة الأولى للنص، بالرغم من ذلك نجد أنّ هذا النوع من التناقضات المفترضة مُدرَج على لوائح تناقضات الكتاب المُقدَّس، التي يمكننا أن نقول عنها بأنها لوائح مُخادعة قام بوضعها النقّاد آملين في أنَّها سُتبهر من يطَّلع عليها فلا يقوم بمراجعتها. وللأسف هذا ما يحدث في كثير من الحالات.