الإعتراض ١٤٤، من الذي يُجبر غير المؤمنين على عدم الإيمان؟

Cover Image for: objection144

يقول المعترض بأن الآيات الواردة في يوحنا ١٢: ٤٠ وتسالونيكي الثانية ٢: ١١تشير إلى أنَّ الله هو من يفعل ذلك، في حين أن كورنثوس الثانية ٤: ٣-٤ تشير إلى أن الشيطان هو من يفعل ذلك.

يوحنا ١٢: ٤٠ ”«قَدْ أَعْمَى عُيُونَهُمْ، وَأَغْلَظَ قُلُوبَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَشْعُرُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ».“

تسالونيكي الثانية ٢: ١١-١٢ ”وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ.“

كورنثوس الثانية ٤: ٣-٤ ”وَلكِنْ إِنْ كَانَ إِنْجِيلُنَا مَكْتُومًا، فَإِنَّمَا هُوَ مَكْتُومٌ فِي الْهَالِكِينَ، الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ.“

لقد ارتكب المعترض في اعتراضه هذا مغالطلة التشعب ومغالطة الإلتماس العاطفي للمطلوب. فالأمر المؤكَّد هو أنّه لايوجد أي شخص يجبر غير المؤمنين على عدم الإيمان وضد إرادتهم. إن هذه اللغة المشحونة عاطفياً تحاول حجب سؤال مهم ألا وهو، ما هو سبب عدم إيمان غير المؤمنين؟

ولكن من خلال افتراض أن ذلك يحدث نتيجة لأمر واحد إنما هو ارتكاب لمغالطة التشعب.

فهل الله ”يعمي أعين“ غير المؤمنين لئلا يفهموا الإنجيل ويتوبوا (يوحنا ١٢: ٤٠؛ تسالونيكي الثانية ٢: ١١-١٢)؟ أم أن الشيطان هو من يفعل ذلك (كورنثوس الثانية ٤: ٣-٤)؟

أم أنَّ الأشخاص أنفسهم يغلقون أعينهم رافضين أن يروا الحقيقة (متى ١٣: ١٥ ”لأَنَّ قَلْبَ هذَا الشَّعْب قَدْ غَلُظَ، وَآذَانَهُمْ قَدْ ثَقُلَ سَمَاعُهَا. وَغَمَّضُوا عُيُونَهُمْ، لِئَلاَّ يُبْصِرُوا بِعُيُونِهِمْ، وَيَسْمَعُوا بِآذَانِهِمْ، وَيَفْهَمُوا بِقُلُوبِهِمْ، وَيَرْجِعُوا فَأَشْفِيَهُمْ.“)؟

الإجابة هي أنَّ جميع ما ذُكِرَ صحيح. فالرب الإله هو صاحب السلطان والسيادة، وبالتالي فهو يستخدم كلّاً من الناس والشيطان في إتمام مشيئته السيادية (اشعياء ٤٦: ٩-١١”اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. مُخْبِرٌ مُنْذُ الْبَدْءِ بِالأَخِيرِ، وَمُنْذُ الْقَدِيمِ بِمَا لَمْ يُفْعَلْ، قَائِلاً: رَأْيِي يَقُومُ وَأَفْعَلُ كُلَّ مَسَرَّتِي.“).

فالرب الإله يُغلق أعين أولئك الذين يرفضون أن يروا، كما ويستعمل الشيطان في فعل ذات الأمر، وكذلك يستعمل شهواتهم الشريرة في اتمام ذات الأمر. لذلك فإن الكتاب المقدس يؤيد العلاقة السببة المزدوجة. فأين هو التناقض في أن الله والشيطان قد تسبّبا بالعمى الروحي لغير المؤمنين؟


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وتعرف باسم مغالطة التقليص الخاطئ أو مغالطة إمّا أو. وتحدث هذه المغالطة حين يطالب الشخص بأن تكون الإجابة هي واحدة من بين إجابتين أو أكثر كان قد أعدها بشكل مسبق في حين أنَّ الحقيقة تكون في إجابة ثالثة لم يقم بتقديمها. كما في حالة ”إنَّ الإشارة الضوئية للمرور إما أن تكون حمراء أو خضراء“ فهي مغالطة تشعّب حيث أنّ الإشارة الضوئية قد تكون صفراء. ”إما أن يتبرر الإنسان بالأعمال أو بالإيمان“ وهذه مغالطة تشعّب أيضاً فالإنسان قد يتبرر بالإيمان أمام الله في حين أنَّه يتبرر بالأعمال أمام الناس.اقرأ المزيد عن مغالطة التشعّب

تحدث هذه المغالطة حين يقوم الشخص باستخدام لغة متحيّزة (وغالبا تكون مشحونة بعبارات عاطفيّة) في محاولة لدعم استنتاج لم يقم بتقديم إثبات منطقيّ له. على سبيل المثال، إن قام أحد المراسلين الصحفيين بنقل خبر باسلوب يشبه التالي: ”لقد تم توجيه التهمة إلى المجرم بأنه قد قام بقتل الضحّية البريئة، وذلك بطريقة وحشية،“ سيكون هذا استخداما لالتماس السؤال العاطفي لأنه قد استخدم لغة متحيّزة ليقدّم قضيته علما أن القضية لم تحسم بعد. أما الطريقة الموضوعية لنقل الخبر ستكون ”لقد تمّ توجيه التهمة إلى المشتبه به بأنّه قد قتل شخصا آخر.“اقرأ المزيد عن التماس المطلوب بطريقة عاطفية