الإعتراض ٢٠٦، هل سقط الرجال الذين كانوا مع بولس إلى الأرض؟

Cover Image for: objection206

يقول المعترض أن أعمال الرسل ٢٦: ١٤ تقول نعم في حين أن أعمال الرسل ٩: ٧ تقول أنهم وقفوا.

أعمال الرسل ٩: ٧ ”وَأَمَّا الرِّجَالُ الْمُسَافِرُونَ مَعَهُ فَوَقَفُوا صَامِتِينَ، يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ وَلاَ يَنْظُرُونَ أَحَدًا.“

أعمال الرسل ٢٦: ١٤ ”فَلَمَّا سَقَطْنَا جَمِيعُنَا عَلَى الأَرْضِ، سَمِعْتُ صَوْتًا يُكَلِّمُنِي وَيَقُولُ بِاللُّغَةِ الْعِبْرَانِيَّةِ: شَاوُلُ، شَاوُلُ! لِمَاذَا تَضْطَهِدُنِي؟ صَعْبٌ عَلَيْكَ أَنْ تَرْفُسَ مَنَاخِسَ .“

لقد فشل الناقد في التمييز بين الأزمنة إضافةً إلى ارتكاب مغالطة النطاق الدلالي لمعنى الكلمة.

إن الرجال الذين كانوا مع بولس قد سقطوا بالفعل إلى الأرض كما يرد في أعمال الرسل ٢٦: ١٤ وذلك حين أبرق النور السماوي، ولا يوجد أي نص يناقض هذا السرد. ولكن الأمر الطبيعي هو أنهم لم يبقوا ساقطين على الأرض لبقية حياتهم؛ وعلى ما يبدو أن بولس قد بقي ساقطاً على وجهه إلى الأرض وذلك حتى انتهى يسوع من الكلام، بيد أن الرجال المرافقين لبولس نهضوا عن الأرض، ولكنهم ”وقفوا صامتين“ في الوقت الذي كان يسوع يتكلم مع بولس. (أعمال الرسل ٩: ٧). إضافةً إلى ذلك، إن عبارة ”وقفوا صامتين“ هي عبارة مجازية لا تشير بالضرورة إلى الوضعية التي يتخذها جسد الإنسان، وهو الأمر الذي يتشابه مع عبارة ”وقفوا بحزم“ التي يمكن أن تقال عن الشخص الجالس أثناء اتخاذه موقفاً معيناً.

وبالتالي فإن هذا الناقد قد ارتكب خطأين مختلفين في اعتراضه هذا.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

القراءة غير الدقيقة للنصوص هو خطأ شائع يحدث حين يقوم الناقد بقراءة النصوص بطريقة سطحية ودون بذل أي مجهود لمحاولة فهم النصوص ضمن سياقها النصّي والتاريخي والأدبي. وهي فشل في قراءة النصّ بطريقة تتوافق مع الأسلوب الأدبي الذي كُتب به. فالكتاب المقدس يحتوي على عدة أساليب مختلفة في الكتابة مثل: التاريخ (التكوين، الخروج، الملوك)، الشعر (المزامير، نشيد الأنشاد، الأمثال)، النبوءات (حزقيال، رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الأمثال (أمثال المسيح في الأناجيل). ولا يمكن أن يتم تفسيرها جميعاً بأسلوب واحد. فالشعر بالعادة يحتوي على الصور الأدبية والتعبيرات المجازية، في حين أن السرد التأريخي يقرأ بطريقة حرفية. ومن عدم الأمانة للنص أن يتم تفسير النص المكتوب بطريقة شعرية على أنه سرد تأريخي أو تفسير السرد التأريخي على أنه شِعر. فعلى سبيل المثال، حين يتسائل كاتب المزمور عن سبب عم إجابة الله للصلاة؟ لماذا ينام الرّب؟، لا يجب أن يتم أخذ معنى ”النوم“ في هذه الحالة على أنّه نوم حرفي وإلا يعتبر هذا تفسيراً غير واعياً للنص ويفتقر للأمانة. ولكننا نجد البعض من الناقدين يستعملون هذا النوع من الأخطاء كما في #٤٠٠. سوف نجد العديد من الأخطاء التي تُرتَكَب من قِبَل الناقدين والتي يمكن وصفها بكل بساطة على أنَّها ”فشل في قراءة النص بتأنٍّ وانتباه.“ حيث أنَّه وعلى ما يبدو أن الناقد قد قرأ النص بشكل معزول وخارج سياقه، الأمر الذي قاده إلى الخروج بتفسير لا يمكن للقارئ الحذر أن يخرج به. فإنه سيكون من السُّخف القول بأنَّ ”الكتاب المُقدَّس يقول بأنَّه ليس إله من المزمور ١٤: ١“ ذلك أنَّ سياق الآية يقول بأنَّ ” قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلَهٌ».“ بالرغم من وضوح الأمر إلا أننا نجد عدداً من النُّقاد يسقطون في أخطا. إن بعض الأخطاء التي يرتكبها الناقدين لا يمكن أن يتمّ وصفها إلا بأنَّها ”خداع.“، وهي تلك الحالات التي لا يوجد أي نوع من التناقض الظاهري بين الآيات. وإنَّ أي شخص عقلاني سيلاحظ ذلك حتى من القراءة الأولى للنص، بالرغم من ذلك نجد أنّ هذا النوع من التناقضات المفترضة مُدرَج على لوائح تناقضات الكتاب المُقدَّس، التي يمكننا أن نقول عنها بأنها لوائح مُخادعة قام بوضعها النقّاد آملين في أنَّها سُتبهر من يطَّلع عليها فلا يقوم بمراجعتها. وللأسف هذا ما يحدث في كثير من الحالات.