الإعتراض ٢٣٧، هل يُعتبر الزواج أمراً صالحاً؟

Cover Image for: objection237

يقول الناقد أنَّ الكتاب المقدس يقول عنَّه بأنَّه أمر صالح في التكوين ٢: ١٨؛ الأمثال ١٨: ٢٢؛ الجامعة ٩: ٩؛ متى ١٩: ٥؛ تيموثاوس الأولى ٤: ١-٣؛ والرسالة إلى العبرانيين ١٣: ٤. في حين أنَّه يقول بخلاف ذلك في كورنثوس الأولى ٧: ١، ٧-٨.

وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: «لَيْسَ جَيِّدًا أَنْ يَكُونَ آدَمُ وَحْدَهُ، فَأَصْنَعَ لَهُ مُعِينًا نَظِيرَهُ». التكوين ٢: ١٨

مَنْ يَجِدُ زَوْجَةً يَجِدُ خَيْرًا وَيَنَالُ رِضًى مِنَ الرَّبِّ. الأمثال ١٨: ٢٢

اِلْتَذَّ عَيْشًا مَعَ الْمَرْأَةِ الَّتِي أَحْبَبْتَهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاةِ بَاطِلِكَ الَّتِي أَعْطَاكَ إِيَّاهَا تَحْتَ الشَّمْسِ، كُلَّ أَيَّامِ بَاطِلِكَ، لأَنَّ ذلِكَ نَصِيبُكَ فِي الْحَيَاةِ وَفِي تَعَبِكَ الَّذِي تَتْعَبُهُ تَحْتَ الشَّمْسِ. الجامعة ٩: ٩

وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا. متى ١٩: ٥

وَلكِنَّ الرُّوحَ يَقُولُ صَرِيحًا: إِنَّهُ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ يَرْتَدُّ قَوْمٌ عَنِ الإِيمَانِ، تَابِعِينَ أَرْوَاحًا مُضِلَّةً وَتَعَالِيمَ شَيَاطِينَ، فِي رِيَاءِ أَقْوَال كَاذِبَةٍ، مَوْسُومَةً ضَمَائِرُهُمْ، مَانِعِينَ عَنِ الزِّوَاجِ، وَآمِرِينَ أَنْ يُمْتَنَعَ عَنْ أَطْعِمَةٍ قَدْ خَلَقَهَا اللهُ لِتُتَنَاوَلَ بِالشُّكْرِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَعَارِفِي الْحَقِّ. تيموثاوس الأولى ٤: ١-٣

لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ. وَأَمَّا الْعَاهِرُونَ وَالزُّنَاةُ فَسَيَدِينُهُمُ اللهُ. العبرانيين ١٣: ٤

وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ الأُمُورِ الَّتِي كَتَبْتُمْ لِي عَنْهَا: فَحَسَنٌ لِلرَّجُلِ أَنْ لاَ يَمَسَّ امْرَأَةً. … لأَنِّي أُرِيدُ أَنْ يَكُونَ جَمِيعُ النَّاسِ كَمَا أَنَا. لكِنَّ كُلَّ وَاحِدٍ لَهُ مَوْهِبَتُهُ الْخَاصَّةُ مِنَ اللهِ. الْوَاحِدُ هكَذَا وَالآخَرُ هكَذَا. وَلكِنْ أَقُولُ لِغَيْرِ الْمُتَزَوِّجِينَ وَلِلأَرَامِلِ، إِنَّهُ حَسَنٌ لَهُمْ إِذَا لَبِثُوا كَمَا أَنَا. كورنثوس الأولى ٧: ١، ٧-٨

لقد فشل الناقد في القيام بقراءة أمينة للآيات ضمن سياقها النصي، إن الزواج يتشابه مع الكثير من الأمور الأُخرى في الحياة حيث يوجد له حسنات وسيّئات. ولكن كيف يُمكن أن تُشكِّل الحسنات والسيئات تناقضات مع الأخذ بعين الإعتبار أنها مختلفة بعضها عن بعض؟

إن الجوانب الإيجابية للزواج (أي الحسنات) تتضمن حصول الإنسان على مُعين نظيره (التكوين ٢: ١٨؛ الأمثال ١٨: ٢٢) والذي معه يفرح ويستمتع بالحياة (الجامعة ٩: ٩)، وهذا الأمر قد تمَّ إقراره من قِبَلِ الله (التكوين ٢: ١٨، ٢١-٢٤؛ متى ١٩: ٥-٦؛ تيموثاوس الأولى ٤: ١-٣؛ العبرانيين ١٣: ٤) وذلك لكي يتم الحصول على ذرية صالحة (ملاخي ٢: ١٥)، كما يُمكن للزواج أن يقود إلى التقديس (كورنثوس الأولى ٧: ١٤)، ويُمكن أن يساعد على تخفيف حدة الإغراءات المرتبطة بالزنى (كورنثوس الأولى ٧: ٢، ٩). ولكن الزواج يُمكن أن يكون عبئاً ويتسبب بالإبتعاد عن الله في حال لم يكن الزواج مُداراً وفق التعليمات الإلهية. كما أنَّ الكتاب المقدس يُحذِّرنا من الإرتباط مع الزوجة النكدة (الأمثال ٢١: ٩، ٢٥: ٢٤).

حقيقة الأمر هي أنَّه لا يوجد في الكتاب المقدس أيّة آية تقول بأنَّ الزواج هو أمر سيء بل بالحري مجرد تحذيرات من وجود بعض العيوب. لا يوجد أي تناقض ظاهريّ أو حقيقيّ بين آيات الكتاب المقدس في موضوع الزواج، أو في أيّ موضوع آخر.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

القراءة غير الدقيقة للنصوص هو خطأ شائع يحدث حين يقوم الناقد بقراءة النصوص بطريقة سطحية ودون بذل أي مجهود لمحاولة فهم النصوص ضمن سياقها النصّي والتاريخي والأدبي. وهي فشل في قراءة النصّ بطريقة تتوافق مع الأسلوب الأدبي الذي كُتب به. فالكتاب المقدس يحتوي على عدة أساليب مختلفة في الكتابة مثل: التاريخ (التكوين، الخروج، الملوك)، الشعر (المزامير، نشيد الأنشاد، الأمثال)، النبوءات (حزقيال، رؤيا يوحنا اللاهوتي)، الأمثال (أمثال المسيح في الأناجيل). ولا يمكن أن يتم تفسيرها جميعاً بأسلوب واحد. فالشعر بالعادة يحتوي على الصور الأدبية والتعبيرات المجازية، في حين أن السرد التأريخي يقرأ بطريقة حرفية. ومن عدم الأمانة للنص أن يتم تفسير النص المكتوب بطريقة شعرية على أنه سرد تأريخي أو تفسير السرد التأريخي على أنه شِعر. فعلى سبيل المثال، حين يتسائل كاتب المزمور عن سبب عم إجابة الله للصلاة؟ لماذا ينام الرّب؟، لا يجب أن يتم أخذ معنى ”النوم“ في هذه الحالة على أنّه نوم حرفي وإلا يعتبر هذا تفسيراً غير واعياً للنص ويفتقر للأمانة. ولكننا نجد البعض من الناقدين يستعملون هذا النوع من الأخطاء كما في #٤٠٠. سوف نجد العديد من الأخطاء التي تُرتَكَب من قِبَل الناقدين والتي يمكن وصفها بكل بساطة على أنَّها ”فشل في قراءة النص بتأنٍّ وانتباه.“ حيث أنَّه وعلى ما يبدو أن الناقد قد قرأ النص بشكل معزول وخارج سياقه، الأمر الذي قاده إلى الخروج بتفسير لا يمكن للقارئ الحذر أن يخرج به. فإنه سيكون من السُّخف القول بأنَّ ”الكتاب المُقدَّس يقول بأنَّه ليس إله من المزمور ١٤: ١“ ذلك أنَّ سياق الآية يقول بأنَّ ” قَالَ ٱلْجَاهِلُ فِي قَلْبِهِ: «لَيْسَ إِلَهٌ».“ بالرغم من وضوح الأمر إلا أننا نجد عدداً من النُّقاد يسقطون في أخطا. إن بعض الأخطاء التي يرتكبها الناقدين لا يمكن أن يتمّ وصفها إلا بأنَّها ”خداع.“، وهي تلك الحالات التي لا يوجد أي نوع من التناقض الظاهري بين الآيات. وإنَّ أي شخص عقلاني سيلاحظ ذلك حتى من القراءة الأولى للنص، بالرغم من ذلك نجد أنّ هذا النوع من التناقضات المفترضة مُدرَج على لوائح تناقضات الكتاب المُقدَّس، التي يمكننا أن نقول عنها بأنها لوائح مُخادعة قام بوضعها النقّاد آملين في أنَّها سُتبهر من يطَّلع عليها فلا يقوم بمراجعتها. وللأسف هذا ما يحدث في كثير من الحالات.