الإعتراض ٢٥٧، ما الذي فعله يسوع بعد معموديَّتِه؟

Cover Image for: objection257

يعتقد الناقد بوجود تناقض بين مرقس ١: ١٢-١٣ التي تقول بأنَّه ذهب إلى البريّة، وبين يوحنا ١: ٣٥، ٤٢، ٢: ١ التي تقول بأنَّه ذهب إلى الجليل مع تلاميذه.

وَلِلْوَقْتِ أَخْرَجَهُ الرُّوحُ إِلَى الْبَرِّيَّةِ، وَكَانَ هُنَاكَ فِي الْبَرِّيَّةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا يُجَرَّبُ مِنَ الشَّيْطَانِ. وَكَانَ مَعَ الْوُحُوشِ. وَصَارَتِ الْمَلاَئِكَةُ تَخْدِمُهُ. مرقس ١: ١٢-١٣

وَفِي الْغَدِ أَيْضًا كَانَ يُوحَنَّا وَاقِفًا هُوَ وَاثْنَانِ مِنْ تَلاَمِيذِهِ، يوحنا ١: ٣٥

فَجَاءَ بِهِ إِلَى يَسُوعَ. فَنَظَرَ إِلَيْهِ يَسُوعُ وَقَالَ: «أَنْتَ سِمْعَانُ بْنُ يُونَا. أَنْتَ تُدْعَى صَفَا» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: بُطْرُسُ. يوحنا ١: ٤٢

وَفِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ كَانَ عُرْسٌ فِي قَانَا الْجَلِيلِ، وَكَانَتْ أُمُّ يَسُوعَ هُنَاكَ. يوحنا ٢ :١

إن هذا الإعتراض مبني على نوع من أنواع الخِداع الفاضح. إن يسوع كان قد فَعَل الكثير من الأشياء بعد معموديته، وهذا يتضمن أنَّه عاش بقية حياته التي عاشها على الأرض. لربما كان الناقد يود معرفة الحدث الذي وقع بشكل فوري بعد المعمودية. إلا أنَّ هذا الأمر لس من ضِمن الأمور التي يسجلها يوحنا البشير في إنجيله، فهو لم يتحدث عن حدث معمودية يسوع كما لم يتحدث عن الحدث التي تلاها بشكل مباشر. وبالتالي فإنَّ الأمر الواضح هو عدم إمكانية وجود أي تناقض بين الآيات التي يتم تقديمها في موضوع لا تتحدث عنه جميع الآيات.

إن ما يرد في يوحنا ١: ٣٢ يُشير إلى أنَّ الأحداث التي وردت في يوحنا ١: ٣٥- ٢: ١ كانت قد وقعت بعد معمودية يسوع (قارن مع مرقس ١: ٩-١٠). أما الآيات التي وردت في مرقس ١: ١٢-١٣ فهي تُشير إلى أنَّ يسوع قد اتَّجه إلى البرية لمدة أربعين يوم وذلك بعد معموديته، هذان التصريحان لا يتناقضان بعضهما مع بعض أو مع أيّ تصريح آخر من الكتاب المقدس. على ما يبدو أنَّ الناقد كان قد وضع جميع هذه الأحداث على أنها تلت حدث المعمودية بشكل فوري مما يجعلها متقاطعة، إلا أن الكتاب المقدس لا يقول بذلك.


الأخطاء المنطقية المُستخدمة في هذا الإعتراض:

وهو يحدث حين يقوم الناقد بقفزات غير منطقية وغير مترابطة في الاستنتاجات التي يقدمها. فلنفترض أن الناقد قام بالإدّعاء بأنَّ التصريح بكون ”أجَاج قد أُعدِمَ “يتناقض مع الإدّعاء بأنَّ ”أجَاجَ لديه ذُرّية أي نَسل.“ هذا سيكون مثالاً عن المنطق المُخادِع، وذلك لعدم وجود أي مُبرّر منطقي لرفض كون أجاج قد وَلَدَ بنين ثم بعد ذلك وفي وقتٍ لاحقٍ قد أُعدِمَ. فذرّيتَهُ لن تتلاشى لمجرَّد أنَّه قد مات.