المجتمع الأيثيري (THE AETHERIUS SOCIETY)

كاتب المقال:
Cover Image for: aetherius-society
يُمكنكم الحصول على هذا الكتاب من خلال إحدى المنصات التالية:

مقدمة

يتم الترحيب بالأشخاص الذين يقومون بزيارة موقع المجتمع الأيثيري باستخدام عبارات مختلفة مميزة ومثيرة للإهتمام، نذكر من بينها: ”الخدمة هي الجوهرة الكامنة في صخرة الإنجازات!“ أو ”التطور الكوني للإنسان“ أو ”اقرأ وتطوَّر“ أو ”لأول مرة يتم تفسير صلة الوصل بين العلم واليوغا ولاهوت جميع الأديان الرئيسية بالإضافة إلى لغز الأجسام الطائرة المجهولة“. في الحقيقة يوجد كم كبير من الفرق الدينية1 التي تنطوي تحت لواء حركة العصر الجديد والتي تُصنَّف على أنها مجموعات مرتبطة بالأجسام الطائرة المجهولة. ومن بينها يوجد المجتمع الأيثيري الذي سوف نقوم باستكشاف البعض من تعاليمه.

التاريخ

تأسس المجتمع الأيثيري في لندن في العام ١٩٥٥، ويمكن تتبع أثره رجوعاً إلى جورج كينغ2. كان كينغ قد أمضى عشرة سنوات يتعلم إتقان مهارات اليوغا في الوقت الذي تزامن مع تواجده في لندن. في الثامن من أيار/مايو ١٩٥٤، سمع صوتاً صاخباً وواضحاً كان قد نسبه إلى كائن غير أرضي (فضائي) يقول له: ”هيّء نفسك! أنت سوف تصبح الناطق باسم برلمان ما بين الكواكب“، بعد تلك الحادثة بثمانية أيام، تلقى كينغ زيارةً من أحد معلمي اليوغا المشهورين عالمياً والذي دخل شقته في الوقت الذي كان فيه الباب مغلقاً وأعطى كينغ تعليمات مُختصّة باليوغا المُتقدمة. بناءً على هذه التعليمات تمكَّن كينغ من تأسيس اتصال مع المعلم أيثيريوس المُقيم على كوكب الزهرة. وقد تمَّ اختيار كينغ لكي يكون هو ”قناة الإتصال الرئيسية“ للتواصل بين ”سادة الفضاء“ وأبناء الأرض. قام بعدها كينغ بتأسيس المجتمع الأيثيري.

ابتدأ كينغ بعد تلك الأحداث بإعطاء محاضرات محدودة أو منعدمة الرواج، مقابل رسوم بسيطة. أثناء عملية ستارلايت التي ابتدأت في العام ١٩٥٨، زُعِمَ أنَّ كينغ قد نجح بالتواصل مع يسوع الذي هو أحد السادة المُشابهين لأيثيريوس الذي كان قد سبق وتواصل معه وهو القاطن على كوكب الزهرة. وقد أعطى المعلم يسوع لكينغ الفصل الأول من كتابه المُقدَّس لعصر الدلو3. ابتدأ في تلك المرحلة كينغ بتلقي ”بثّ [إرسالات]“ من المعلم أيثيريوس، وهي التي تم نشرها في وقت لاحق في مجلة حملت عنوان أيثيروس يتكلم (Aetherius speaks). وفي إعلان آخر يختص بيسوع، قام كينغ بشن هجوم على الولادة العذراوية للمسيح من خلال الإدعاء أنَّ يسوع قد أُلقي إلى الأرض عبر مركبة فضائية وهي التي كانت ”نجم بيت لحم“، وقد أنكر لاهوت المسيح كابن لله.

تحصّل كينغ على جمهور محدود العدد في كاليفورنيا ممن كانوا منفتحين لأفكاره هذه. وقد ادَّعى أنه كان قادراً على تلقي إرسالات متكرّرة من أصوات أُخرى من الأكوان، وهي الأُخرى قد نُشرت في ذات المجلة السابق ذكرها. تم تغيير عنوان ”أيثيريوس يتكلم“ إلى عنوان آخر يقدم وصفاً أشمل وهو ”صوت كونيّ“ (Cosmic Voice). بناءً على دعوة من معلمي الفضاء تم إعطاء التعليمات إلى كينغ للانتقال إلى لوس أنجيلوس في العام ١٩٥٩. في العام التالي تم تأسيس فرع المجتمع الأيثيري في كاليفورنيا. قام السيد كينغ في خضام جولاته بين الولايات المختلفة بإطلاق لقب دكتور على نفسه ليُدعى بإسم الدكتور جورج كينغ، علماً أنَّه لا يوجد أي سجل عن تحصّله على أي شهادة دكتوراه من أية مؤسسة شرعية أمريكية.

إن جميع الإرسالات القادمة من ”المعلّمين الكونيّين“ كانت تُسجَّل على أشرطة صوتية. ويوجد ثلاثة أشرطة تحتوي على الإرسالات التي تمَّ تلقيها قد حُفِظَت في مخزنٍ آمن تحت أرضي في لوس انجيلوس ومواضع أُخرى من ولاية كاليفورنيا. وبالتالي فإنَّ جميع الإرسالات الكونية قد تمَّ حفظها للمستقبل. ويقول كينغ عن الأمر: ”في السنوات القادمة، سوف تكون هذه الأشرطة مصدراً مرجعياً لا يمكن الإستغناء عنه لكلمات السادة الكونيّين.“

المنظمة 

إن المجتمع الأيثيري منتظم حول مراكزه المختلفة. إن المركز الرئيسي الأمريكي متواجد في لوس انجيلوس في حين أن المركز الرئيسي الأوروبي متواجد في لندن.  يوجد العديد من الفروع في كندا وأستراليا وأفريقيا وكذلك في نيوزلندا. يمكن للمرء أن يقوم بالتحصل على العضوية من خلال ملئ استمارة الكترونية متوفرة عبر الإنترنت. تتوفر العضوية على ثلاثة مستويات. فإما أن تكون من مستوى ”صديق للمجتمع الأيثيري“ وهو الذي  يدفع تعرفة بسيطة ويتلقى الإصدارات الدورية والرسائل الإعلامية، ويُعتبر عادةً باحث يرغب في التعرف على المجتمع بطريقة أعمق. أو ”عضو شريك“ ويقوم بدفع تعرفة أعلى ويتلقى الإصدارات الدورية، ويكون قد قرأ مؤلفات جورج كينغ التالية: الحريات التسعة (The Nine Freedoms) والخطة الكونية (The Cosmic Plan) إضافةً إلى أطروحته عن التطور. أو قد تكون العضوية على مستوى ”عضو كامل“ داعم ”للمهمة الكونية“ للمجتمع الأيثيري. إن الأعضاء الكاملين يدفعون ذات التعرفة التي يقوم بدفعها الأعضاء الشركاء. ولكنهم يقومون برحلات حج إلى الجبال المقدسة، ويحضرون لقاءات للصلاة في مواقع مختلفة حول العالم، كما يزورون المستشفيات ليقوموا بجلسات ”شفاء روحي“ للمرضى.

التعاليم

إن مهمة المجتمع الأيثيري الرئيسية هي الخدمة. يعلن الخادم الأيثيري أليكس موسيلي الأمر بصراحة قائلاً: ”نحنا لسنا مشهورين حقاً. ويرجع ذلك إلى أن رسالتنا هي العمل والخدمة. الناس لا يريدون العمل والخدمة.“ من بين المشاريع التي تمَّ تنفيذها من قِبَل المجتمع هي عملية المياه الزرقاء. تم من خلال هذه العملية الطواف باستخدام قارب وُضع على متنه هرم مليء بالأسلاك الملتفة مثل النوابض وذلك بجوار”المركز النفسي“ للأرض. وفقاً لما أعلنه كينغ فإن عملية المياه الزرقاء قد جنّبت ”أمريكا أسوأ الزلازل التي كان من الممكن أن تصيبها.“ وقد أعلن جورج كينغ قائلاً ”إن عملية المياه الزرقاء كانت ناجحة بشكل كامل، وحقيقة أن الساحل الشرقي للولايات المتحدة لا يزال سليماً يُثبت نجاحها.“

السادة من ذوي الرتب السامية

إن هؤلاء السادة هم الذين يشكلون السلسلة الطويلة من القادة الروحيّين الذين ارتقوا إلى أعلى الرتب الكونية والذين تكون حكمتهم وقدرتهم في متناول أولئك الذين يسعون للخدمة. من بين هؤلاء السادة نجد كل من يسوع والقديس جرمانوس (St.Germaine) وإيل موريا (El Morya) وبوذا4. ادَّعى كينغ في العام ١٩٥٤ أنه سيأخذ مكانه كقائد كوني لاحق (أي أنَّه الثاني وفق الترتيب).

لا يختلف كينغ عن بقية الشخصيات الدينية في أنَّه ادعّى تلقي اتصال خاص من المعلم يسوع الذي زاره من الزهرة وأعطاه الكتاب المقدس الجديد لعصر الدلو. ونجد أن المسيحية التقليدية المستقيمة الرأي تتمسك بتفرّد يسوع المسيح (يوحنا ١٤: ٦) الذي ”يجلس عن يمين الآب“ (قانون الإيمان النيقاوي). يسوع الذي هو في السموات عن يمين مجد الله (أعمال الرسل ٧: ٥٥) ، وليس ساكنا في مكانٍ ما على كوكب الزهرة. يسوع المولود من عذراء كما تشهد الآية الواردة في متى ١: ٢٣ والتي تشهد عن لاهوته حيث تقول ”«هُوَذَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا، وَيَدْعُونَ اسْمَهُ عِمَّانُوئِيلَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: اَللهُ مَعَنَا.“

حياة خارج كوكب الأرض

افترض جورج كينغ وأعضاء آخرون من المجتمع الأيثيري وجود كيانات ذكية ذات طاقة خاصّة في الفضاء الخارجي. وهذه الكيانات هي أرقى من التي على الأرض  وتستطيع أن تراوغ التلسكوبات حتى لا يتم كشفها. لكنها تقوم بالتواصل مع أشخاص محدَّدين على الأرض حين تشاء ذلك.

الإنسانية والصلاة

إن كل شخص موجود في الوعي الخاص به. هذا سيعني أن الروح سوف تستمر في الوجود بعد موت الجسد، وذلك من خلال الإرتقاء إلى المستوى النجمي5. وهناك تبقى إلى حين يأتي وقتها حتى تتقمص6 من جديد في جسد آخر. بالإعتماد على قوانين الكارما7 يتم تحديد الجسد الجديد الذي سيتم الحصول عليه.

إن التعليم المسيحي التقليدي يؤكد أيضاً على تمايز الروح عن الجسد. ولكن الموت وفق الإيمان المسيحي يؤدي إلى الوقوف في حضرة الله في السموات (كورنثوس الثانية ٥: ٦، ٨) وليس أن الروح تعود إلى الأرض لتتخذ جسداً آخر (العبرانيين ٩: ٢٦-٢٨).

إن المسيحية لا تمتلك الكثير من الاشياء لتُقال عن وجود حياة في أماكن أُخرى من الكون. إن الكتاب المقدس يتحدث عن وجود كيانات غير مرئية مثل الملائكة8 والشياطين9 وسوى ذلك. لكن السموات لا توصف بأنها ”كيان ذو طاقة“ أو أنها مكان مُحدَّد يتموضع في الفضاء الخارجي. يتم استخدام كلمة أبدي للتمييز عن الوقتي المرتبط بالزمن وذلك للتمييز بين السماء والأرض (كورنثوس الثانية ٤: ١٨).

يؤمن المجتمع الأيثيري بأنَّه يقوم بمنع وقوع كارثة عالمية من خلال ”عملية قوة الصلاة“. إن نهاية العالم قد كانت قريبة لعدة عقود، ولكن جورج كينغ استجاب لهذا التهديد من خلال ما بات يُعرف بإسم ”بطارية الصلاة“. إن هذا الجهاز يشبه صندوقاً أزرقاً باهت اللون وهو مُصمَّم ليكون ”قادراً على تلقي أعلى الترددات الروحية ذات الطاقة المرتفعة ووضعها في صندوق مادّي.“ يتم تحميله وملؤه في مساء الخميس في ما يُعرف بإسم ”جلسة الشحن“. وفي هذه الجلسة يقوم قائد الصلاة بالإقتراب من البطارية ومباشرة الصلاة. ومن ثمَّ يتم تقييم صلواته من خلال المتفرّجين (الحاضرين). إن الصلوات الجيدة ترفع من الطاقة المخزنة في بطارية الصلوات؛ أما الصلوات الضعيفة فإنها تُضعف الشحنة الموجودة. ويتم استخدام طاقة الصلاة المُخزنة في البطارية في أوقات الأزمات مثل الجوع والهزات الأرضية والحروب وسوى ذلك من الظواهر. يعتقد أعضاء المجتمع الأيثيري أن نهاية العالم سوف تنتج عن التقدم التكنولوجي والمذهب الماديّ الفاسد.

يبدي المجتمع الأيثيري اهتماماً بالغاً بالدراسات التي تتناول موضوع الزيارات من الكائنات غير الأرضية إلى كوكب الأرض والتي يقوم بها المعلّمون الكونيّون. إن هذه الزيارات تُثبت صحة التعاليم الأيثيريّة. ويقوم المجتمع الأيثيري بالتحقيق بالتقارير عن رؤية الأجسام الطائرة المجهولة الهوية (UFO) بالإضافة إلى الإدعاءات بالمؤامرات الحكومية حول العالم في سبيل الردّ على النُّقاد.

لطالما كان كينغ ملتزماً باليوغا، وتَظْهَرُ الطقوس الشرقية بشكل جليّ في الإجتماعات الإحتفالية للمجموعة. جزء من الطقوس التعبدية المرافقة لشحن بطارية الصلاة تتضمن ترديد مانترا10 مُتبناة من ترنيمة ترجع أصولها إلى التيبت وتقول: ”ماني بادمي أوم.“ يُعتقد أنه ينتج عن ترديد هذه التعويذة ”طاقات روحية“ يتم تخزينها وإطلاقها لاحقاً في أوقات الحاجة إليها لصالح البشر. تسعى كل من قوى الخير والشر إلى الحصول على قدرات بطارية الصلاة المذكورة.

يتم مراقبة الشخص الذي يود الإنضمام إلى المجتمع الأيثيري بطريقة دقيقة. لا يسمح إلا ”للأعضاء“ و”الأعضاء الشركاء“ و”الأعضاء الأصدقاء (المتعاطفين)“ بحضور الإجتماعات. في سبيل أن يصبح المرء أحد المتعاطفين (عضواً من رتبة أصدقاء المجتمع الأيثيري) يجب أن يقوم بأداء ممارسة ترديد المانترا لمدة خمسة عشر دقيقة بشكل يومي. قام كينغ بإعادة كتابة الصلاة الربية، والتي ادعى أنها قد أُعلِنَت له من قِبَل يسوع كوكب الزهرة في العام ١٩٦١. تماشياً مع تعليم المجتمع الأيثيري تم تحويل الصلاة إلى مانترا بهدف توجيه ”الرؤية الداخلية“ و ”الطاقة“ بشكل يتماشى مع ”ذواتنا الأعلى“. وفي نهاية الإجتماع يقوم أعضاء المجموعة بترنيم هذه الصلاة بشكل حماسيّ.

بدون أدنى شك إن مهمة الكنيسة المسيحية هي ”الخدمة“ كما هو حال مهمة المجتمع الأيثيري: ”لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ أَيْضًا لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ».“ (مرقس ١٠: ٤٥). إن هدف المسيح من التجسد (المجيء إلى الأرض) هو التكفير عن الخطيئة. وبالنسبة للكنيسة فإن هذا هو ما يُشكِّل أعظم أشكال الخدمة. أما الخدمة بالنسبة للمجتمع الأيثيري فإنها ترتبط أكثر باستخدام القوى الكونية وتوجيهها لفائدة البشر والقضايا الإنسانية.

إن المسيحية تتشابه مع المجتمع الأيثيري في إيمانها بقوة الصلاة. لكن وبخلاف المجتمع الأيثيري فإن المسيحية لا تمتلك ذات المفهوم المتعلق بوجود صلاة ”صالحة“ وصلاة ”شريرة“، إن تمَّ تقديمها إلى الله بإيمان وكانت متوافقة مع مشيئة الله فإن الله يسمعها. وهي بالتالي ستكون صلاة صالحة (مرقس ١١: ٢٤). فالله لا يستمع لتلك الصلوات التي تُقدَّم بعدم إيمان (يعقوب ١: ٦-٧).

التناقض الثاني الذي يختص بالصلاة هو اختلاف الدور الذي تلعبه المجموعة. في المجتمع الأيثيري، يتم قياس الصلاة وحماس الجماعة من خلال شيء مادي (وهو بطارية الصلاة). ويرتبط نجاح الصلاة أو فشلها بكمية الطاقة المتبقية في البطارية بعد تخفيض الطاقة السلبية. يجب أن نلاحظ أن القوانين الكنسية صامتة عن الموضوع الذي تتناوله الصلاة، لأنها كانت منشغلة بمن هو الله (الآب والإبن والروح القدس)، ومالذي كان قد فعله كخالق وفادي ومُقدِّس. لم يتم التعامل مع الصلاة لأنها لا تُغيّير بأي شكل من الأشكال من هو الله أو ماذا فعل. إن الله سوف يبقى خالقاً وفادياً ومُقدِّسا مع أو دون صلاة. باختصار، إن قوانين الإيمان في العالم المسيحي تتحدث عن نعمة الله للمسيحيّين؛ أما الصلاة فهي استجابة المسيحيّين لله. إن الصلاة ليست بديلاً للنعمة كما أنها ليست الوسيلة للحصول على النعمة، وهذا ما يخالف تعليم المجتمع الأيثيري.

ثالثاً، إن الكتاب المقدس يُقدِّم أسفاراً قانونية مكتملةً - قانوناً مُغلقاً. أي أن الله لا يعطي وحياً جديداً يبدِّل أو يناقض ما قد أعطاه في الكتاب المقدس. حين قام كينغ باستبدال الصلاة الربية التي نجدها في نص البشارة كما دوّنها متى ٦: ٩-١٣، كان ينتهك التعليم الواضح في سفر الأمثال ٣٠: ٦ ”لاَ تَزِدْ عَلَى كَلِمَاتِهِ لِئَلاَّ يُوَبِّخَكَ فَتُكَذَّبَ.“ وبذلك قدَّم دليلاً ضد نفسه يثبت أنَّه كاذب.

رابعاً، إن هدف المسيحية هو نشر رسالة ملكوت الله؛ وهذا الملكوت ”ليس من هذا العالم“ (يوحنا ١٨: ٣٦). في حين أنَّ المهمة التي يسعى المجتمع الأيثيري لتنفيذها تكمن في إحلال السلام في الحاضر وذلك بمساعدة السيد الكونيّ.

تقدم المسيحية والمجتمع الأيثيريّ توقعات بنهاية العالم. وفي الوقت الذي يقوم به المجتمع الأيثيري بالعمل على تأخير هذه النهاية من خلال شحن بطارية الصلاة، فإن المسيحية تعترف بأنَّ المسيح ”سيأتي من هنالك ليدين الاحياء والأموات.“ (قانون أعمال الرسل). إن هذا اليوم الموعود هو الرجاء الصالح للكنيسة.

الخلاصة

إن المجتمع الأيثيري يتواجد في القرن الحادي والعشرين، ويقوم بمتابعة عقد اجتماعات عملية قوة الصلاة بشكل منتظم إلى جانب خدمات الشفاء الروحي.

كما يتم إقامة الندوات والمحاضرات بشكل منتظم في مراكز المجتمع الأيثيري المختلفة. ويستمر الأعضاء في إيمانهم بأن التواصل مع كيانات ذكية من خارج الأرض سوف يتسبب باستحضار الإستنارة إلى سكان الأرض. يُقدِّم الموقع الإلكتروني معلومات مُحدَّثة عن مختلف النشاطات والندوات والخدمات والمنتجات التي يتم تقديمها.

معلومات إضافية

المراكز الرئيسية

المركز الرئيسي في الولايات المتحدة الأمريكية:

The Aetherius Society, 6202 Afton Place, Hollywood, CA 90028.

المركز الرئيسي في القارة الأوروبية:

The Aetherius Society, 757 Fulham Road, London, England SW6 5UU.

الموقع الإلكتروني الرسمي:

www.aetherius.org

النصوص المقدسة:

البركات الإثنا عشر؛ الحريات التسع؛ سادة الكون يخاطبون الأرض. يوجد كتابات إضافية قدّمها كينغ مثل: أنت مسؤول (١٩٦١)؛ اليوم الذي أتى فيه الرب (١٩٦٥)؛ المعابد الخمسة للرب (١٩٦٧)؛ أنت أيضاً تستطيع أن تقوم بالشفاء (١٩٧٦)؛ عملية سحر الفضاء - اتصال العوالم (١٩٨٢)؛ المُخلِّصون الثلاثة هم هنا (١٩٨٢).

الدوريات:

الصوت الكوني؛ الرسائل الدورية للمجتمع الأيثيري.

الأعضاء

لا يوجد معلومات دقيقة عن عدد الأعضاء المنتسبين إلى المجتمع الأيثيري، إلا أنَّ المعلومات التقديرية تقول بأنهم أقل من ألف عضو. لا تقوم المنظمة بتقديم أرقام دقيقة إنما تدعي بوجود عدة آلاف من الأعضاء. يتواجد معظم أعضاء المجتمع الأيثيري في بريطانيا.

الهوامش

  1. cult: سيتم اعتماد ترجمة ”فرقة دينية“ لهذه الكلمة اللاتينية وذلك لعدم وجود مصطلح أو كلمة عربية موحدة ومقبولة تعكس معنى هذه الكلمة. خاصةً أنَّه يوجد صعوبة ترافق تحديد وتعريف معنى هذه الكلمة. يقدم لنا علماء الإجتماع تعريفات مختلفة بناءً على الإعتبارات الإجتماعية وتلك التي تتعلق بعلم الإنسان (أنثروبولوجي). وبموجب هذه التعريفات فإن الفرق (cults) تكون صغيرة نسبياً، وغالباً ما تكون عبارة عن جماعات دينية عابرة سريعة الزوال وتتبع عادةً زعيماً أو وقائداً متطرفاً أو يمتلك كاريزما ومواهب مميزة. إن الفِرقة الدينية تختلف عن الشيعة حيث أنها تتبنى وبشكل متطرف معتقدات دينية مستحدثة عادة ما تتسبب بتهديد القيم الأساسية والمعاير الثقافية للمجتمع ككل. لذلك نجد أنه من الغالب أن يكون سلوك الأشخاص الذين ينتمون إلى الفرق الدينية سلوكاً مُعادياً للمجتمع أو للقيم الإجتماعية وكذلك يكون سلوكاً متعصباً متطرفاً.
    على الرغم من أن هذا التعريف الذي يقدمه علماء الإجتماع يبدو ملائماً إلى درجة معقولة إلا أن هذه العوامل هي عوامل نسبية وغير موضوعية. فكيف نقوم بتحديد مفهوم ”سرعة الزوال“؟ وما هو مقدار المواهب والتميز الذي يجب أن يتمتع به القائد؟ كما أن المسيحية بحسب هذا التعريف كانت في القرون الأولى لوجودها عبارة عن فرقة دينية لأنها تسببت بإدخال تغييرات ”جذرية“ وتسببت ”بتهديد“ المعايير الإجتماعية الأساسية في تلك الحقبة. وما هو مدى معاداة المجتمع والتعصب المطلوب من قبل المجموعة حتى يتم اعتبارها فرقة دينية؟
    لهذا السبب نحن نتبنى النموذج اللاهوتي والعقائدي ونقبل التعريف الذي قام بتطويره آلان غوميز في كتابه ”كشف القناع عن الفرق الدينية - Unmasking the cults“. حيث يقوم غوميز بالتمييز بين الفرق المسيحية والفرق الإسلامية والفرق البوذيّة وسواها. فيما يتعلق بالمسيحية فإن تعريف الفرقة الدينة بحسب رونالد إنروث هو التالي: الفرقة المسيحية هي مجموعة من الناس الذين يدَّعون أنهم مسيحيون، وتستمل على نظام عقائدي معيّن يتم تدريسه من قبل قائد فرديّ أو مجموعة من القادة أو من قِبَل المنظمة، وهذا النظام ينفي (إما بشكل صريح أو ضمني) واحداً أو أكثر من العقائد الرئيسية للإيمان المسيحي التي يتم تعليمها في الأسفار الستة والستين من الكتاب المقدس. لذلك فإنَّه بالنسبة ”للمسيحية التقليدية الكتابية - أو أرثوذكسية الإيمان“ فإن الفرق المسيحية هي المجموعات التي تدّعي أنها مسيحية في الوقت الذي تنكر فيه المبادئ العقائدية الرئيسية مثل الثالوث، ولاهوت الإبن. إنهم ينحرفون عن العقائد المنصوص عليها في الكتاب المقدس وفي قوانين الإيمان المسيحية.
  2. جورج كينغ (George King): هو مؤسس المجتمع الأيثيري في مدينة لندن الإنجليزية، تلقى رؤية من ”الأخوية الكونية لمعلّمي الفضاء“ تفيد بأنَّه قد تمَّ اختياره من قِبَل المجلس السماويّ ليكون الوسيط الأرضي الرئيسي الذي سيتم من خلاله توجيه الطاقة الكونية إلى بقية الجنس البشري. تمَّ تأسيس المجتمع الأيثيري في العام ١٩٥٤. وقد ادّعى كينغ بوصفه ”الوسيط الأرضي الرئيسي“ أنَّه قد تحدَّث مع يسوع وكذلك مع الرسول بولس كما أنَّه قد ذهب في رحلة عبر مركبة فضائية برفقة مريم العذراء.
  3. عصر الدلو (Aquarian Age): وفقاً للإعتقاد الفلكي، إن الأرض يجب أن تمر عبر جميع علامات الأبراج الفلكية (Zodiac) وذلك على مدار تاريخها المُمتد عبر آلاف من السنوات. كل حقبة من هذه الحقب تدوم لمدة تقرب من ألفي عام. كان من المفترض أن يبتدء عصر الدلو في القرن التاسع عشر، وهو الأمر الذي يُبشِّر ببداية رؤية جديدة وكونية للعالم. كان العصر السابق هو عصر برج الحوت، والذي يمثل الفترة المسيحية (يسوع “صياد الناس“). إن حركة العصر الجديد تتبنى روحانية تحاول أن تتزاوج مع العلوم والتقنيات المعاصرة. وهذه الروحانية تترك وراءها المفاهيم والمعارف التي توجد في التراث المسيحي - اليهودي التي تُميّز آخر ألفي سنة من تاريخ البشرية.
  4. بوذا (Buddha): هو الممارس للديانة البوذية الذي يصل إلى مرحلة الإستنارة الإلهية وذلك بعد اتباع تعاليم سيدهارتا غوتاما الذي هو أول بوذا.
  5. المستوى النجمي (Astral Plane): وهو البعد أو المستوى من الوجود والذي يقع خارج الكون الماديّ. خلال عملية الإسقاط النجمي، يعتقد معتنق المذاهب التي تتبنى أنواع من السحر (Occults) أنَّ الروح البشرية تسافر إلى ذلك البعد. إنَّ الروح عند الموت تنتقل إلى مستويات أُخرى يكون أولها هو المستوى النجمي.
  6. التقمّص أو تناسخ الأرواح (Reincarnation): تترجم بشكل حرفي إلى ”مجدَّداً في الجسد“، وهي الإعتقاد القائل بأن الروح بعد الموت لا تدخل في حالة وجود أبدية بل ”تولد من جديد“ بشكل ماديّ. يمكن القول بشكل عملي بأنَّ جميع الديانات والفِرَق والشِّيَع التي اشتُقَّت من الهندوسية تُعلِّم بالتقمص. كل من حركة العصر الجديد، السحر، الويكا وسواها تعلّم بهذا التعليم. أما المسيحية فهي تعلّم بالتجسد (تجسد يسوع المسيح). وهذا التعليم يقول بأنَّ يسوع كان هو الإله الذي اتخذ طبيعةً بشريةً. والأشخاص الذين يختبرون ويعيشون الخلاص هم ”مولودون ثانيةً“ وهذا المصطلح يشير إلى الولادة الجديدة وذات الطبيعة الروحية حيث أنهم يولدون بالمسيح وللمسيح بالإيمان. إلا أنَّ الموت الجسدي يفرق بين الجسد والروح. فالجسد يذهب إلى التراب إلى وقت القيامة في حين أن الروح تذهب إلى الفردوس أو الدينونة الأبدية، ولا تتخذ شكلاً مادّياً جديداً.
  7. الكارما (Karma): وهي ما يمثل قانون العدالة الجزائي، حيث تحدد كارما المرء مكانه في المراحل المتعاقبة من دورات التناسخ. وتمثل الكارما القانون الأخلاقي للكون وهو الذي يجب أن يحاكم وفقه الجميع.
  8. الملائكة (Angels): يصف الكتاب المقدس هذه الكيانات الروحية ويقول أن الله خلقها لتكون خادمة وحامية وراعية ومدافعة ومُرسَلَة. يُقر قانون الإيمان النيقاوي بالإيمان بجميع الأشياء ”المنظورة وغير المنظورة“. بالنسبة للمسيحية، فإن الأشياء غير المنظورة تشتمل على الملائكة الصالحة مثل الشيروبيم والسيرافيم. ومن بين هؤلاء الملائكة يوجد ملاكان مُعرَّفان بالإسم في الكتاب المقدس وهما ميخائيل رئيس الملائكة وجبرائيل. ينفذ هؤلاء الخدام السّماويّون المشيئة الإلهية. الجزء الآخر من هذا العالم يتضمن الملائكة الشريرة أو الشياطين. لوسيفر هو ”ملاك ساقط“ وهو الذي يتسلط على ربوة من الشياطين. تلعب الملائكة دوراً كبيراً في الثقافة الشعبية التي باتت مهتمةً بشكل خاص بالجوانب الروحانية وهو ما يظهر في العديد من المجموعات الدينية التابعة لحركة العصر الجديد. ومن المُلاحظ أن الملائكة هي موضوع العديد من الأفلام الهوليوديّة. بالإضافة إلى ذلك، فإنَّه يتم استدعاء الملائكة في العديد من الديانات بوصفها حاملة للوحي الجديد. على سبيل المثال، في الديانة الإسلامية، إن الملاك جبرائيل هو من ظهر لمحمد وأعلن له القرآن. أما بالنسبة للمورمون فإن ملاكاً يُدعى موروني قد زار جون سميث وأعطاه معرفة خاصة مكَّنته من ترجمة كتاب المورمون.
  9. الشيطان (Demon): روح شريرة ويُعرَف أيضاً بإسم إبليس. في المسيحية، تعلب الشياطين دور عملاء ابليس حيث تقوم بتنفيذ مهام لنشر الشر في العالم ولمنع الأتقياء من الذهاب إلى النعيم الأبدي. أما وفق تعاليم الڤودو الهايتية فإن الشرير كان نظير ما يُعرف بإسم لوب-غورو (وهي المستذئبة الأُنثى ذات العيون الحمراء). ويتم الحصول على الحماية من الشياطين من خلال حمل التعويذات الصحيحة.
  10. مانترا (mantra): هي كلمة أو جملة تُعطى باللغة السنسكريتية إلى مُعتنق التأمل التجاوزي خلال طقس احتفالي. ويقوم المُتأمِّل بالتأمُّل في هذا الشعار مرتين على الأقل في كل يوم على الرغم من عدم معرفته بالمعنى الحقيقي لهذه ”التعويذة“. وتقوم المانترا بدور الوسيلة التي يمر من خلالها المُتأمِّل إلى مستويات مُختلفة من الوعي ليصل إلى حالة الغبطة المُطلقة. في ISKCON (الجمعية العالمية لوعي كريشنا) يردّد المُعتنقون تعويذة معينة بإسم كريشنا. يتم استخدام مصطلح المانترا عادةً للإشارة إلى الترانيم أو الصلوات الدينية المُكرَّرة.

المراجع

Nichols, Larry A., George A. Mather, and Alvin J. Schmidt. Encyclopedic Dictionary of Cults, Sects, and World Religions. Grand Rapids, MI: Zondervan, 2006.

Pages. 18-21; 359-360; 362; 365; 374; 384; 413; 420; 438;

Merriam-Webster, Inc. Merriam-Webster’s Collegiate Dictionary. Springfield, MA: Merriam-Webster, Inc., 2003.

Ron Geaves, “Mantra (1),” in Continuum Glossary of Religious Terms (London; New York: Continuum, 2002), 232.

الصور المستخدمة مأخوذة من مقاطع وثائقية متوفرة عبر يوتيوب، يمكن الرجوع إلى المزيد من الصور والمقاطع المصورة من خلال الموقع الإلكتروني للمجتمع الأيثيري.