إيكانكار - Eckankar

كاتب المقال:
Cover Image for: eckankar
يُمكنكم الحصول على هذا الكتاب من خلال إحدى المنصات التالية:

مُقدّمة

إن الإيكانكار هي عبارة عن مزيج انتقائي من مختلف الديانات الشرقية حيث يتم تبني أفكار مستعارة من الهندوسية والمسيحية والديانات الباطنية الروحانية (mysticism1) والسحر والتنجيم (occult2) والفلسفة الروحانية الشاملة (panpsychism3).

التاريخ

لقد تمَّ التأسيس لهذه الحركة في العام ١٩٦٥ من قِبَل جون بول تويتشِل4 (المتوفى في عام ١٩٧١)، وهو صحفي وعضو سابق في كنيسة السينتولوجي (SCIENTOLOGY) التي يُمكن أن تتم ترجمتها بشكل حرفي بإسم كنيسة علم العلوم. تاريخ ميلاده غير مؤكد حيث تتراوح التواريخ المفترضة بين عامي ١٩٠٨-١٩٢٢. نجد مزاعم في مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة الأمريكية تقول بأن تويتشل قد وُلد في بادوكا في ولاية كنتاكي في العام ١٩٠٨. في حين أن شهادة زواجه تقدم تاريخاً مختلفاً لميلاده في العام ١٩١٢. كما ويوجد مصدر ثالث وهو شهادة وفاته التي تشير إلى أنَّ ميلاده قد وافق العام ١٩٢٢.

يوجد نسخة مزورة عن حياة تويتشل ظهرت في دراسة بعنوان (In My Soul I Am Free) وتعود إلى العام ١٩٦٨، كُتِبَت من قِبَل براد شتايغر. وفقاً لما سجّله شتايغر (وهو صديق شخصي لتويتشل) فإن بول قد نشأ وتربى على يد زوجة أب هندية ترجع أصولها إلى قبيلة تشيكاساو الهندية، في بلدة صغيرة تحمل اسم النقطة الصينية (China point)، وقد اكتشف في وقت لاحق أنَّه قد ولد من علاقة خارج إطار الزواج في زورق على نهر المسيسيبي. إلا أنَّه يوجد العديد من التساؤلات جدية تتعلق بمصداقية هذه الإدعاءات. فالأسماء والمواقع في هذا السرد وهمية بنسبة كبيرة، ولابد من ملاحظة أنّ مصدر معلومات شتايغر هو تويتشل نفسه.

يوجد عدد من الإدعاءات الأُخرى التي لا أساس لها في السيرة التي سجّلها شتايغر. فأول معلمة روحية لتويتشل كانت كاي-دي (Kay-dee الإسم الحقيقي كاثرين)، التي تعلمت من والدها الإسقاط النجمي/الماورائي (Astral projection5). كانت قد ذهبت إلى باريس لدراسة الفنون وقد انضم إليها تويتشل في وقت لاحق. ويذكر شتايغر أن كل من كاي دي وبول قد التقيا مع معلم الإيك سودار سينغ. وقد تَبِعا المعلم (Guru6) إلى الهند حيث درسا لمدة عام في الأشرام7 التي كان يديرها سينغ. ثم في وقت لاحق، من المفترض أن تويتشل قد التقى معلم الإيك الثاني المدعو ريبازار تارزس (Rebazar Tarzs) في جبال الهيمالايا. وهناك قام تارزس ”بتكليف“ تويتشل بمهمة نقل تعاليم الإيكانكار إلى الغرب.

في مشروع بحثي مستقل يحمل عنوان ”صُنع حركة روحية: القصة غير المروية لبول تويتشل وإيكانكار“ في عام (1978)، قدّم ديفيد كريستوفر لين من جامعة ولاية كاليفورنيا وصفاً أكثر موثوقية ودقة عن إيكانكار ومؤسسها. ويؤكد لين أن معظم روايات شتايغر هي خاطئة.

على الأرجح وُلِدَ تويتشل في بادوكا، كنتاكي، في عام ١٩٠٨، لأبوين هما يعقوب وإيڤي تويتشل. في السرد الذي قدّمه لين، لم يقم تويتشل بزيارة باريس أو الهند على الإطلاق، ولكنة قد التحق بكلية أساتذة غربي الولاية في جامعة كنتاكي الغربية، وقد مارس كتابة الشعر كهواية، ومن ثمَّ انضمَّ في وقت لاحق إلى البحرية الأمريكية. ربما يكون سودار سينغ اسماً وهمياً لشخص كان له درجة عالية من التأثير في مرحلة من مراحل حياة تويتشل. في أغسطس من عام ١٩٤٢ وأثناء خدمته في البحرية الأمريكية، تزوج من كاميه بالُوِي في بروفيدنس، في ولاية رود آيلاند. بعد استقالته من البحرية، انتقل إلى مدينة نيويورك حيث عمل كاتباً ومحرّراً ثم مراسلاً لمجلة Our Navy في العاصمة واشنطن. وهناك انضم بول وزوجته إلى كنيسة الإعلان الذاتي للأحادية المطلقة (Self Revelation Church of Absolute Monism) وهي عبارة عن مجموعة مشتقة من مجموعة رفاق الإدراك الذاتي (SELF REALIZATION FELLOWSHIP)، وقد أصبح بول مُحرِّر منشور الحركة الذي يحمل عنوان ”الصليب الغامض“ (The Mystic Cross).

كان العام ١٩٥٥ نقطة تحول في حياة تويتشل، فقد طُلب منه مُغادرة كنيسة الإعلان الذاتي للأحادية المُطلقة، وكان السبب المُعلن هو سوء السلوك. بعد ذلك بخمس سنوات حدث انفصال بينه وبين زوجته وطلّقا. إلا أنَّ التغيير الأكثر أهمية حدث عندما جاء المعلم (Guru) الشرقي كيربال سينغ (Kirpal Singh) إلى الولايات المتحدة الأمريكية. وفقاً لما ينقله كل من وودروو نيكولس وديفيد اليكساندر،

إنّ تعاليم كيربال سينغ كانت قد نشأت من تقليد شرقي خليط - وهو تقليد رادها سوامي بيز (Radha Soami Beas)- وذلك بقيادة المعلم (Guru) ساوان سينغ. حين توفي ساوان سينغ خَلَفه تلميذه جاغات سينغ (Jagat Singh). في تلك المرحلة كان كيربال سينغ قد ترك تقليد رادها سوامي… وأسس حركته الخاصة التي دعاها روهاني ساتسانغ (Ruhani Satsang) التي تعني ”العلم الإلهي عن الروح“. إن هذه المعلومات أساسية لفهم تاريخ إيكانكار … إن تعاليم وممارسات إيكانكار هي أكثر من مجرد إعادة صياغة لتعاليم سورات شابد يوغا (Surat Shabd Yoga) (يوغا التيار [أو المجرى] الصوتي المسموع) التي قام بوضعها ساوان سينغ، واستعارها كيربال سينغ ومن ثمَّ نشرها في أمريكا الدكتور جوليان جونسون.8

في العام ١٩٥٥، قام كيربال سينغ بضمّ تويتشل إلى روهاني ساتسانغ9. وقد تابع المعلم ساتسانغ لمدة عامين على الأقل، إلا أنَّه قام بالتعرف على تعاليم الديانات الشرقية الأُخرى. في عام ١٩٥٨ اتصل مع رونالد هوبارد10 مؤسس الساينتولوجي (Scientology)، وأصبح عضواً من فريق العمل حيث ادّعى بأنَّه وصل إلى حالة النقاء (clear11).

إن السرد الذي قدّمه شتايغر عن الأحداث التي رافقت السنوات ١٩٥٥-١٩٦٠ لا يتوافق مع المعلومات التي عثر عليها كريستوفر لين. فلا يوجد أي ذكر لكيربال سينغ أو لرون هوبارد. بل بالحري يتم تقديم تويتشل على أنه مغامر رومنسي يجول العالم في بحثٍ عن الحظ الجيد، في الوقت عينه الذي كان يعمل فيه ككاتب حُرّ للقصص القصيرة والمقالات وما شابه ذلك.

بحلول العام ١٩٦٤، كان تويتشل قد قطع كلّ العلاقات مع معلميه الروحيّين. وفي العام عينه تزوج من غايل أتكينسون (Gail Atkinson). في أحد كتبه المُبكّرة الذي يرجع للعام ١٩٦٧ (يحمل عنوان The Tiger’s Fang) وصل به الحال إلى أنَّه قام بتغيير اسم كيربال سينغ إلى ريبازار تارزس، وهو الإسم الذي سيتكرر وروده في كتابات تويتشل بوصفه المستشار الشخصي له خلال الأوقات التي كان فيها ”خارج الجسد“ وهو الشخص الذي منه قد حصل على لقب معلم الإيك بتاريخ ٢٢ أكتوبر من عام ١٩٦٥. وفي العام ١٩٧١ قام المدعو جون روجر هينكينز - وهو عضو سابق في إيكانكار- بتشكيل حركة منفصلة وموازية تحمل إسم ”حركة الوعي الروحي“.

في ١٧ سبتمبر من عام ١٩٧١، توفي تويتشل إثر نوبة قلبية في فندق في منطقة سينسيناتي، أوهايو. وقد روى أعضاء من الحركة أنَّ وفاته كانت ترجمة للتحرر من ”عجلة الأربعة وثمانون“12. انتقلت بعد ذلك عباءة القيادة إلى معلم الإيك الثاني والسبعون بعد التسعمئة، وهو داروين غروس (Darwin Gross13). تزوج الأخير من أرملة تويتشل وقاد إيكانكار لمدة عشر سنوات. انتهى الزواج المذكور بالطلاق في عام ١٩٧٨ إثر صراع هائل على السلطة، وقد تمَّ عزل غروس عن السلطة في عام ١٩٨١ وحل محله هارولد كليمب (Harold Klemp14)، الذي أصبح أحدث معلم إيك حيّ. في وقت لاحق أطلق غروس حركةً جديدة تحت مُسمى ”التعاليم القديمة للمعلّمين“. إلا أنَّه لم يُعتبر فيما بعد ذلك معلماً رسمياً للإيك.

يعتبر الثاني والعشرون من أكتوبر ١٩٩٠ أهم موعد في التاريخ الروحي لقادة الإيك وأعضاءها، حيث أنَّه تمّ تكريس معبد الإيك في تشانهاسن في ولاية مينيسوتا. وفي العام عينه وضع المؤتمر العالمي للمجموعة خُططاً لبناء حرمٍ جامعيّ روحي. وفي سبتمبر من عام ٢٠٠٠ حصلوا على الموافقة لبناء الحرم الجامعي الذي يتضمن معبداً حياً لاحتفالات الإيكانكار الخارجية ومركزاً روحياً جديداً.

المنظمة

إن معلم الإيك الحيّ هو قائد أو ما يعرف بماهانتا (mahanta15) منظمة الإيكانكار. يوجد مركز للإيكانكار تقريباً في كل ولاية من الولايات المتحدة وكذلك في العديد من البلاد (انظر إلى الموقع الإلكتروني المرفق أدناه). يعقد الأعضاء المنتسبون إلى إيكانكار ندوات محلية أو إقليمية بشكل منتظم.

التعاليم

إن جوهر تعاليم إيكانكار مبني على ثلاثة مبادئ أساسية وهي: أولاً، الروح هي جوهر أزليّ ليس له بداية أو نهاية. تعيش بشكل مستقل عن الأعباء المادية للجسد. ثانياً، سوف يستوطن المؤمنون المُخلِصون بإيكانكار في بعد روحي في نهاية المطاف. ثالثاً، الروح خفيفة ولا عبء لها وهي موجودة فقط في الحاضر. وبالتالي فإن الإسقاط النجمي/الماورائي هو الوسيلة التي تستطيع من خلالها الروح التمتّع باستقلالها عن الجسد.

كما هو الحال مع العديد من الفِرَق الدينيّة، فإنَّ أعضاء إيكانكار يعتقدون أنهم الوحيدون الذين يمتلكون المعرفة عن الطريق الصحيح إلى الله. أما عن بقية الديانات الأُخرى فإنها لا تعكس إلا أجزاء من الحقيقة الإلهية، إلا أنَّ الحقيقة الكاملة تتجلى بوضوح من خلال إيكانكار.

جوهر لاهوت الإيكانكار هو أن النفوس تصعد إلى المستويات الماورائية أوالنجمية (أي إلى عوالم آلهة الإيك) سعياً وراء ملكوت السماء حيث يُقيم الإله (سوغماد Sugmad16). يرتقي التلميذ (تشيلا Chela) عبر سلسلة من اثنتي عشر طبقة أو مستوى. ويتم تحديد كل مستوى من هذه المستويات من خلال صوت مميز يُسمَع في تلك الطبقة وحدها. المستويات الأربعة الأولى هي العوالم المادية. ويجب على التشيلا (أي التلميذ) أن يكتسي بعدد من الاجساد أو (الأغلفة) وذلك من أجل السفر عبر هذه الطبقات. كما يجب على المسافر أن يبحث عن مُرشدٍ يأخذه عبر هذه المستويات الروحية. هؤلاء المرشدين هم  معلمي الإيك. على سبيل المثال، وبحسب تعليم تويتشل فإن ريبازار تارزس (Rebazar Tarzs) كان واحداً من معلمي الإيك.

في المستويات المادية يكون التشيلا (التلميذ) قادراً على ممارسة الوجود الثانئي المكان (bilocation17) والإسقاط النجمي/الماورائي.

وكثيراً ما نجد تلميحات وإشارات إلى المسيح وغيره من شخصيات الكتاب المقدس على أساس أنهم قد انغمسوا في ممارسات التجوّل النفسي (soul travel). كتب تويتشل في كتابه الذي يحمل عنوان، إيكانكار: مفتاح العوالم السريّة. التالي:

بحسب الأناجيل، إن يسوع قال: ”تعال واتبعني“. لكن قليلون هم من عرفوا ما كان يقوله، وأنَّه أرادهم أن يذهبوا معه إلى العوالم الأُخرى. لم يكونوا مُستعدِّين للقيام بالرحلة، لذلك ابتعد عنهم، تاركاً رسالةً أبدية تقول: ”أنا ماضٍ لأُعدَّ لكم مكاناً.“18

من بين الأشخاص المُدرَجين في قائمة تويتشل للعظماء الروحيّين نجد أفلاطون، فيثاغورس، بوذا، هير كريشنا، هومر، دانتي، شكسبير، ومحمد. وقد ادّعى تويتشل أنَّه قد عُيِّنَ من قِبَل تارزس ليكون معلم الإيك ال٩٧١.

المستويات الثمانية المتبقية وفق المخطط الذي وضعه تويتشل هي روحية. وقبل دخول أول هذه المراحل فإن التشيلا يستغني عن جسده أو جسدها ويستأنف الرحلة من خلال توزا (tuza19) أو الروح. ويسكن الإله الذي يُعرف بإسم سوغماد في أعلى المستويات. إنَّ أعظم طموحات التشيلا (التلميذ) هي أن يصبح أحد الأشخاص الصامتين20 الذين يخدمون سوغماد في ”إدارة الأكوان وتطبيق قوانينه وأنظمته“. لذلك فإن هدف الشخص المُخلِص لتعاليم الإيكانكار لن يكون أن يُصبح إلهاً ولكن أن يُصبح ”معاوناً“ للإله في عمله. وهذا هو المعنى الأساسي لمصطلح إيكانكار.

يقوم مُرشِدوا الإيكانكار بتعليم العديد من التقنيات لتمكين ”التشيلا“ من الإنطلاق في رحلة الروح، مثل التأمل وترديد المانترا21 والتنويم المغناطيسي22 والتَغَشّي (trancing23) إضافةً إلى حالات الوعي البديل. إن الصعوبات التي تواجه الغالبية أثناء سعيهم لإدراك الله هي أعباء الجسد الماديّ. كما أنَّ العقل يشكل إعاقةً إضافية وذلك لأنه يتسبب بإشراك ”العواطف الخمسة“ - الشهوة والغضب والجشع والمادّية والغرور. ويؤدي الإستسلام إلى هذه المشاعر السيئة إلى تراكم الكارما السيئة24، وهذا الأمر يشابه دَيْنَاً متراكماً يجب تسديده من خلال سلسلة التناسخ (التقمص25). قد يوجد للتجسدات السابقة كارما سيئة لم يتم التكفير عنها بالكامل، ولذلك فإن الرّحالة الروحي وفي أثناء بحثة عن إدراك الله، قد يواجه امكانية حدوث دورات لانهائية من إعادة الولادة (التقمص).

إن الرّحالة الروحيّون الحقيقيون هم بمثابة ”أناس خارقين“. أما أولئك الذين لا ينخرطون في الترحال الروحي فهم بمثابة الحيوانات التي تحارب الله. وفقاً لتعليم تويتشل، فإن أولئك الذين يعانون من تشوهات جسدية غير قادرين على أن يصبحوا رحّالة روحيّين.

الله وفق فكر إيكانكار

يظهر التأثير الهندوسي على إيكانكار من خلال مفهومها عن وحدة الوجود (pantheism26). فالله هو في كل شيء، لكن المرء لا يستطيع أن يعرف الله. الإله أو سوغماد يستوطن في أعلى المستويات الماورائية أو النجمية والتي تشكل محيطاً لا شكل له، غير شخصاني وغير متناهي من المحبة والرحمة. تتدفق الحياة منه وإليه من خلال مجرى (تيّار) الإيك. إن معرفة الله ليست على ذات الدرجة من الأهمية من المعرفة عن حقيقة الله. فالله ببساطة موجود، ولكنه غير شخصي (لا يمتلك شخصية) وهو منفصل عن اهتمامات الأفراد. إن الشغل الشاغل للإله غير الشخصي هذا هو خلود الحياة والإبقاء على وجودها.

أما بالنسبة للمسيحية، فالأمر هو على النقيض مما سبق27 حيث يتم تصوّر الله في علاقته مع خليقته من خلال مصطلحي الحضور28 والسمو29. إن شخصية الله توجد في علاقة إلهية مثلثّة الأقانيم بين الآب الخالق والإبن الفادي والروح القدس المُعزّي والمُقدِّس. لا يوجد ما يشابه هذا المفهوم في إيكانكار30.

يسوع المسيح

تُعلّم المسيحية بأن البشر قادرين على معرفة الله لأن يسوع المسيح قد استعادهم إلى علاقة الشركة معه من خلال الموت الكفاري على الصليب والقيامة التي تَبِعَته. أما بالنسبة لتويتشل، فإن الله غير مهتم بصالح الأفراد، ويتم تقديم فكرة كون يسوع هو تجسد لأقنوم الإبن على أنها فكرة ساذجة وغير منطقية. ويعتبر يسوع مجرد أحد معلمي الإيك الذين ظهروا في الماضي، وليس الإله الذي ”ظهر في الجسد“ وصُلِبَ وقام من بين الأموات (تيموثاوس الأولى ٣: ١٦). علَّم تويتشل أن يسوع كان ابن كال نيراجان (Kal Nirajan31) أي أنَّه كان ابن الشيطان، وبأنَّه كان تشيلا (تلميذ) منذ ما يقرب من مئتي عام.

الخطيئة

الخطيئة في إيكانكار تمتلك بشكل أساسي ذات المفهوم الهندوسي للكارما السيئة التي تمنع المرء من الإرتقاء في المستويات النجمية/الماورائية. ينتقد بول تويتشل المسيحية في ما يختص بموضوع الخطيئة: ”كل العقائد التي تعلم بأن الإنسان مولود في الخطيئة، وبأنَّه يتطهر من خلال ظهور المسيح الذي يموت من أجل خطايا الإنسان، هي معتقدات كاليستية (kalistic32)33“

كال نيراجان هو إله أدنى وشرير يوجد في العالم الماديّ الأدنى. وعلى الرغم من التحفظ على هذا التشبيه، إلا أنَّه يمكننا أن نقول أن الدور الذي يلعبه كال نيراجان بالنسبة لمعتنقي إيكانكار يشبه الدور الذي يلعبه الشيطان في إعاقة المؤمنين ومنعهم من التوبة والإيمان بالمسيح. وهو يفعل ذلك من خلال الكذب والخداع والتعاليم المُضلِّلة والتجارب، إن كال نيراجان يُبقي الروح في حالة من الجهل لمنعها من التحرر من العالم الماديّ.

الخلاص

إن الخلاص بشكل أساسي وفق فكر إيكانكار هو إدراك لسوغماد من خلال الإرتقاء في المستويات النجمية/الماورائية إلى الوصول إلى المكان الذي تسكن فيه34. العقاب على الكارما السيئة يتم من خلال الهبوط والعودة إلى العالم الماديّ والتراجع إلى كائن أدنى مثل صخرة أو نبات أو معدن. يجب على التشيلا (التلميذ) أن يعمل على التخلص من الكارما السيئة من أجل البدء في مسيرة الإرتقاء إلى كائن ذو أهمية (بشريّ) في المستوى المادي، ومن ثمَّ بعد ذلك للإرتقاء إلى المستويات الروحية الأعلى.

واجهت المسيحية شكلاً من أشكال هذا الفكر في وقت مبكر من تاريخها في علم الكونيات الأفلاطوني المُحدَّث لأفلوطين. تطوّر هذا الفكر ليتخذ شكل الغنوصية35، وهي التعاليم التي شجبتها الكنيسة المسيحية على اعتبارها هرطقة، ولا سيما من خلال القالب المسيحي لها الذي دعا إليه ڤالانتينوس (١٣٦-١٦٥م) ومرقيون (المتوفى حوالي عام ١٦٠م). كان الغنوصيّون اليونانيون والفلاسفة الأفلاطونيّون الجُدُد، قبل فترة طويلة من تويتشل، قد وضعوا مُخطَّطا وجودياً يتوزع فيه الكون بأكلمه على مستويات مختلفة، حيث أن العالم الماديّ الجسدي هو  الأدنى والأردأ، في حين أن المستوى الروحي هو الأعلى والأرقى. كان الإله الذي خلق الكون الماديّ هو الإله الخالق. ولكن الإله الأعلى كان عبارة عن الكيان الإلهي الموجود في البُعد السماوي غير المعروف والموجود خارج الكون. كتب الآباء المسيحيّون الأوائل من أمثال ترتيليانوس، إيريناوس وهيبوليتوس الروميّ بشدّة ضدّ الغنوصية وأدانوها على اعتبارها هرطقة36.

تختلف المصطلحات التي استخدمها تويتشل عن تلك التي الشيفرات المبهمة التي استخدمها الغنوصيّون القدماء، لكن المفهوم متشابه. وقد حدَّد تويتشل الخلاص الأعظم على أنَّه الهروب من عجلة الأربعة والثمانين.

تشتمل الحياة وفق تعاليم إيكانكار على أربعة مناسك وطقوس رئيسية تُسمى ”إحتفالات الحياة“. تشتمل على مراسم التكريس (للأطفال)، شعيرة العبور (للمراهقين والشباب)، حفل الزفاف وحفل التأبين.

الخلاصة

إن إيكانكار هي في الحقيقة ديانة انتقائية. لقد اقترضت بشكل كبير من الغنوصية والصوفية والهندوسية والسحر/التنجيم إضافةً إلى عدد من المصادر الأُخرى. أصدر هارولد كليمب عدد من الكتب، وهو لا يزال يقوم بإصدار العديد من الكتب والمقالات. وهو يسافر حالياً في جميع أرجاء العالم ويُقوم بإلقاء المحاضرات وعقد الندوات والتجمعات. السمة العامة التي تسيطر على لقاءات وندوات كليمب تحمل عنواناً فرعياً من موقع إيكانكار الرسمي وهو: ”ديانة نور وصوت الله“. يتضمن موقع إيكانكار روابط لمواقع إيكانكار الرديفة في تسعة عشر دولة على الأقل.

معلومات إضافية

عنوان المركز الرئيسي:

Eckankar, PO Box 27300, Minneapolis, MN, 55427.

الموقع الإلكتروني:

www.ECKANKAR.org

النصوص المقدسة: 

The Precepts of ECKANKAR (n.d.)

  • The Shariyat-Ki-Sugmad (San Diego: Illuminated Way Press, 1970–71)
  • Soul Travel: Illuminated Way (Las Vegas: ECKANKAR ASOST, 1967)
  • The Tiger’s Fang (Las Vegas: ECKANKAR ASOST, 1967)
  • ECKANKAR, The Key To Secret Worlds (San Diego: Illuminated Way, 1969)
  • The Far Country (Menlo Park, Calif.: Illuminated Way, 1971)

إضافة إلى إصدارات تويتشل وكليمب.

الإصدارات الدورية: 

يوجد منشور ربع سنوي يحمل اسم ”العالم الغامض، (Mystic World)“، إضافةً إلى منشور منتظم يسمى ”معلم الإيك الحيّ (The Living ECK Master)“

الأعضاء المُنتسبون: 

يوجد حوالي ٥٠،٠٠٠ عضو منتسب لإيكانكار في أكثر من ١٠٠ دولة (بناءً على معلومات الصفحة الرسمية) ويتم الحصول على العضوية من خلال طلب يتم تقديمه عبر شبكة الإنترنت. ويتم التجنيد الشعبي من خلال مجموعة متنوعة من التقنيات بما في ذلك المحاضرات والإعلانات المبوّبة والكتب الموضوعة في المكتبات إضافةً إلى المنشورات المجانية. وتدَّعي إيكانكار أنها ديانة غير تبشيرية وذلك أثناء محاولتها لاجتذاب الجماهير.


الحواشي

  1. الباطنية الروحانية (Msticism): هي الإعتقاد القائل بأنّ الحصول على المعرفة عن الله ليس من خلال الوسائل غير المباشرة (مثل كلمة الله والأسرار المقدسة)، ولكن من خلال تجربة مباشرة وفوريّة. يصف البعض من معتنقي الديانات الباطنية تجارب الإنغماس الكامل في اللاهوت على أنها شرارة تطلق من الذات الإلهية أو وميض داخليّ. لقد تمتّعت الديانات الباطنية بتاريخ طويل في علاقتها مع المسيحية، ولم يخلو هذا التاريخ من الجدل. لطالما وُجِدَ الباطنيّون الروحانيون المسيحيون في كلّ عصر، والندّ بالند، لطالما وُجِدَ خصومهم الصريحون الذين وقفوا في مواجهتهم علناً - وكان معظم خصوم الروحانية الباطنية هم من الجماعات البروتستانتية، الذين لطالما قاموا بالتأكيد على أنّ هذه الممارسات هي مشتقة من الوثنية القديمة والغنوصية وذلك لأنها تشتت الإنتباه عن الإنجيل. إن العديد من الشِّيَع (Sect) والفِرَق (Cult) الدينية تمتلك توجّهات باطنية روحانيّة.

  2. التنجيم/السحر (occult): هي ظاهرة أو أحداث و ممارسات دينية يتورّط من خلالها الممارس في عالم من الأمور الخارقة التي تنغرس جذورها في الأشياء السرية والمخفية. تأتي هذه الكلمة من المصدر اللاتيني occultus والتي تعني ”الأشياء المخفيّة“. يتمّ تصنيف التنجيم والسحر بشكل عامّ إلى ثلاثة مجالات مختلفة: ١. الروحانيات، ٢. قراءة الحظ (fortune-telling). ٣. السحر الذي ينطوي تحته كلّ من العبادة الشيطانية والسحر إضافةً إلى الشعوذة والعرافة القوطيّة. يوجد العديد من المجموعات الدينية التي تمارس أو تتأثر بالممارسات المرتبطة بالسحر. مثل الثيوصوفيا، أورانتيا، سانتيرا، ڤودو، إيكانكار وغيرها الكثير. نتيجةً لكون العديد من الديانات قد نشأت من أصول ترتبط بالسحر، فإن تاريخ التنجيم والسحر (occult) متنوع وذلك بالإعتماد على كلّ مجموعة من هذه المجموعات.
    إن الألعاب الشعبية مثل: التنانين والحصون (Dungeons and Dragons)، لوح ويجا (Quija)، وقراءة أوراق التاروت (Tarot cards) تعود أصولها إلى التنجيم والسحر. كما أنَّ قراءة الأبراج (horoscops) والإهتمام الواسع النطاق بقراءة الطالع [التبصير] (divination) وقراءة الكف (palmistry) تنطلق جذورها من السحر والتنجيم. كما أنَّه يوجد إشارات إلى وجود ممارسات ترتبط بالسحر والتنجيم في زمن الكتاب المقدس (كما في التثنية ١٨: ١٠-١١)

  3. الفلسفة الروحانية الشاملة (panpsychism): هي النظرية التي تفترض أن كلّ الطبيعة تمتلك وعياً، وأنَّه يوجد بُعد عقليّ للمادة الجامدة المتواجدة في الكون وذلك بصرف النظر عن مدى صِغَر حجمها.

  4. بول تويتشل (Paul Twitchell): مؤسس الفرقة الدينية المعروفة بإسم إيكانكار. وقد اكتسب سمعة سيئة تختص باختبارته السحرية المختلفة والتجوّل النجمي أو الماورائي (Astral travel).

  5. الإسقاط النجمي/الماورائي (Astral projection): إعتقاد يرتبط بالسحر والتنجيم (Occult)، بموجبه تخرج الروح البشرية من الجسد المادي أو تتركه وتسافر إلى أماكن أُخرى، لتعود لاحقاً إليه إلا في حال حدوث الموت. وتسمى هذه الظاهرة بأسماء مختلفة مثل ”تجربة مغادرة الجسد“ (Out of body experience) و”التجول النجمي/الماورائي“ (Astral travel).

  6. المعلم (Guru): وهو مُرشد إلهي أو مُعلِّم روحي.

  7. أشرام (Ashram): مكان العبادة والتأمل لمعتنقي الديانة الهندوسية، ويترافق عادةً مع مكانٍ يجتمع فيه الناس للإستماع للنصوص والتعاليم المُقدَّسة.

  8. Woodrow Nichols and David Alexander, “Paul Twitchell and the Evolution of ECKANKAR,” SCP Journal 3/1 (September 1979): 8.

  9. ساتسانغ (Satsang): بالنسبة للهندوسية فإن ساتسانغ هي علاقة حميمة وشخصية مع الإله. وكان من المطلوب من مُعتنقي إرسالية النور الإلهي حضور جلسات ساتسانغ للمعلم مهراج جي (Maharaj Ji)، أو الحوارات التأملية التعبدية له. أما في إيكانكار فإن ساتسانغ هي فصول يدرس فيها التلاميذ دروسهم الشهرية.
    المعلم مهراج جي (Guru Maharaj Ji): ١٩٥٧- هو الزعيم الروحي ومؤسس إرسالية النور الإلهي (المعروفة بإسم إيلان ڤيتال).

  10. لافايت رونالد هوبارد (Lafayette Ronald Hubbard): ١٩١١-١٩٨٦. مؤسس الساينتولوجي، وقد نشر جوهرة فكره في كتابه المُعَنون ”الدِيَانِيَّة (Dianetics): العلم المعاصر للصحة العقلية“ (١٩٥٠). يجمع الكتاب بين الأفكار البوذية وعلم النفس والخيال الإبداعي لكاتب من كُتّاب الخيال العلمي، حيث أنَّ هوبارد كان كذلك.

  11. حالة النقاء (clear): مفهوم تقني يرتبط بالساينتولوجيا ويشير إلى الشخص الذي تجاوز درجات التحرّر. الشخص من هذه الحالة يكون قد سبق وخضع لدورة تنقية في ”منظمة خاصّة متقدمة“. الفكرة العامة هي أنَّ العقل الباطن يشبه السبّورة المليئة بالتصريحات والمعادلات والبيانات الخاطئة وما شابه ذلك (وهي ما تُعرف بإسم إنغرام engrams). إن كلّ مرحلة من مراحل التدريب تشبه ممحاة تمسح الخطأ تلو الآخر إلى أن يتم الوصول إلى النقطة التي تصبح فيها السبورة أو العقل خاليين من جميع الأفكار الخاطئة والنماذج المؤلمة أوالضارة التي تمَّ اكتسابها في الماضي.

  12. عجلة الأربعة وثمانون (Wheel Of 84): وهي عبارة استخدمها بول تويتشل ليصف الدورة اللامتناهية من التقمص (إعادة الولادة). للخروج من هذه الدورة يجب على المرء أن يتخلص من كلّ الكارما السيئة وذلك من خلال التجارب المتعددة للخروج من الجسد (راجع الإسقاط النجمي). يتمّ اختزال هذه العملية إلى حدّ كبير من خلال مقابلة وإتباع تعاليم معلم الإيك الحيّ.

  13. داروين غروس (Darwin Gross): وهو معلم الإيك الحي الذي يحمل ترتيب ٩٧٢، وقد خَلَف بول تويتشل بوصفه زعيماً لإيكانكار بعد موت تويتشل في عام ١٩٧١. حصل غروس على لقب فخري وهو ”المُعلِّم الإلهي في عصرنا؛ أروع نموذج للرجال، وأنبل النبلاء“

  14. هارولد كليمب (Harold Klemp): أصبح المذكور في أكتوبر من عام ١٩٨١، معلم الإيك الحي الذي يحمل ترتيب ٩٧٣ في إيكانكار. نشأ كليمب في مزرعة في ريف ولاية ويسكونسن. التحق بعد ذلك بالجامعة في ميلووكي وفورت واين في ولاية إنديانا، ومن ثمَّ التحق بالقوات الجوية الأمريكية. اعتقد كليمب أن دوره ومهمته هما جذب الناس إلى الله. كان دائم الإنشغال بالسفر وعقد الندوات وكتابة الكتب وإرسال الرسائل. من ميزات أسلوبه التعليمي الفكاهة والتطبيق العملي. نجح كليمب في إضفاء الطابع الغربي على حركة إيكانكار. وقد أكّد على أهمية مشاركة الناس في خدمة المجتمع.

  15. ماهانتا (mahanta): هو معلم الإيك الذي حقق منزلة ”التجلي الحيّ لله“، وبالتالي فهو يعرف كلّ شيء، وهو كُلّي القوة، ويسمو على القيود الأخلاقية والقوانين البشرية.

  16. سوغماد (Sugmad): وهو إسم ”الله“ في الإيكانكار. كان تويتشل يُعلّم بأن سوغماد هو قوة الحياة التي تتدفق وتفيض بشكل موجةٍ صوتية تسمى إيك ”Eck“. ويمكن للمرء أن يستفيد من قوة سوغماد من خلال الوجود الثنائي المكان (bilocation) وكذلك من خلال طرائق مختلفة أُخرى.

  17. الوجود الثنائي المكان (bilocation): واحدة من الطرق التي يمكن من خلالها لمعتنق الإيكانكار أن يتقابل مع سوغماد (Sugmad). والوجود الثنائي هو أكثر من مجرّد اسقاط نجمي/ماورائي حيث أنها تفترض وجود الشخص في مكانين منفصلين في الوقت عينه.

  18. Paul Twitchell, ECKANKAR, The Key to Secret Worlds (San Diego: Illuminated Way, 1969), 12.

  19. توزا (tuza): وهو المصطلح الذي يشير إلى الروح في إيكانكار. ويمكن للروح أن تنفصل عن الجسد المادي مما يُنتج الوجود الثنائي المكان (bilocation).

  20. الأشخاص الصامتين: وفق التعليم الأُخروي لإيكانكار، فإن رجاء أي تلميذ ”تشيلا“ هو أن يصبح في أحد الأيام واحداً من الأشخاص الصامتين، وهم أولئك الذين يخدمون الإله سوغماد ويقومون بتنفيذ إرادته إلى الأبد. تبدأ الرحلة من خلال اتخاذ الخطوات اللازمة بالتدريب باتجاه الهدف المرتجى للتحرّر من الجسد الماديّ.

  21. مانترا (mantra): هي كلمة أو جملة تُعطى باللغة السنسكريتية إلى مُعتنق التأمل التجاوزي خلال طقس احتفالي. ويقوم المُتأمِّل بالتأمُّل في هذا الشعار مرتين على الأقل في كل يوم على الرغم من عدم معرفته بالمعنى الحقيقي لهذه ”التعويذة“. وتقوم المانترا بدور الوسيلة التي يمر من خلالها المُتأمِّل إلى مستويات مُختلفة من الوعي ليصل إلى حالة الغبطة المُطلقة. في ISKCON (الجمعية العالمية لوعي كريشنا) يردّد المُعتنقون تعويذة معينة بإسم كريشنا. يتم استخدام مصطلح المانترا عادةً للإشارة إلى الترانيم أو الصلوات الدينية المُكرَّرة.

  22. التنويم المغناطيسي (Hypnbotism): كلمة مشتقة من اسم إله النوم اليوناني هيبنوس (Hypnos). التنويم المغناطيسي هو ممارسة تعمل على إدخال الشخص في حالة من الغيبوبة في سبيل تحقيق اللاوعي أو لاستعادة ذكريات الماضي ويُستخدم بشكل شائع في السحر والتنجيم. أثناء هذه العملية يؤمِّن المُنوِّم للعميل إشارة معينة تساعده على التغلب على المشاعر الأولية والخوف. حينئذٍ تصبح الذكريات حُرة في الظهور دون عوائق. إن التنويم المغناطيسي هو ممارسة طبية مشروعة يستخدمها الأطباء كوسيلة مساعدة في العلاج النفسي.

  23. الغشية/النشوة/الغيبة (trance): هي حالة من الوعي المتغير يصبح بموجبها الشخص مُخدّراً (نَعِساً). وكما هو الحال في التنويم المغناطيسي، فإن الشخص الذي يكون في حالة النشوة يختبر الإسترخاء التام للجسم وللقدرات الحركية. كما ويتم زيادة قوى التركيز بشكل كبير. إن الشخص الذي يتغشّى يكون قادراً على الوصول إلى مستويات عميقة من الوعي البديل للعقل الباطن، عادة ما يتم هذا الأمر بمساعدة مُعالج. يمكن للمعالج أن يستخدم ما يُعرف بالصور المُوجَّهة، حيث يُطلب من الشخص الذي يحاول الدخول في حالة النشوة أن يتخيَّل صورة معينة ومن ثمَّ يُطلب منه أن يقوم بوصفها والحديث عنها. الغرض من ذلك هو تميكن الشخص من التواجه مع جوانب من الماضي الذي يتسبب بالإضطراب النفسي.
    يشير قاموس هولمان للكتاب المقدس إلى أنَّ الغيبة هي ترجمة لمصطلح يوناني يعني بشكل حرفي ”تَغيُّر المكان“. يتم استخدام هذا المصطلح للإشارة إلى الحالة الذهنية للشخص الذي يعاني من ردّ فعل عاطفي شديد تجاه المُحفّزات التي يُعاينها بوصفها صادرةً عن مصدر خارجٍ عنه، حيث أن نتائج هذه الغيبة هي أحاسيس بصرية أو سمعية أو انطباعات حسية مختلفة. يمكن أن تكون الغيبة وصفاً للحالة التي يمرّ بها الشخص عند تلقيّ إعلانات خارقة للطبيعة (إعلان أو رؤية كما في أعمال الرسل ١٠: ١٠؛ ١١: ٥؛ ٢٢: ١٧). يبدو أن كاتب سفر أعمال الرسل في وصفه لاختبارات بطرس وبولس، كان مهتماً بإظهار أن الغيبة كانت فقط الوسيلة للإعلانات الإلهية، وقد أوضح لوقا البشير أن الغيبة التي اختبرها كل من بطرس وبولس قد وقَعَت لهما ولم تكن نتيجةً لعمل ذاتي قاما بابتداءه. وتجدر الإشارة إلى أنَّ الفارق بين الغيبة والحلم والرؤية ليس واضحاً بشكل دائم.

  24. الكارما (Karma): وهي ما يمثل قانون العدالة الجزائي، حيث تحدد كارما المرء مكانه في المراحل المتعاقبة من دورات التناسخ. وتمثل الكارما القانون الأخلاقي للكون وهو الذي يجب أن يحاكم وفقه الجميع.

  25. التقمّص أو تناسخ الأرواح (Reincarnation): تترجم بشكل حرفي إلى ”مجدَّداُ في الجسد“، وهي الإعتقاد القائل بأن الروح بعد الموت لا تدخل في حالة وجود أبدية بل ”تولد من جديد“ بشكل ماديّ. يمكن القول بشكل عملي بأنَّ جميع الديانات والفِرَق والشِّيَع التي اشتُقَّت من الهندوسية تُعلِّم بالتقمص. كل من حركة العصر الجديد، السحر، الويكا وسواها تعلّم بهذا التعليم. أما المسيحية فهي تعلّم بالتجسد (تجسد يسوع المسيح). وهذا التعليم يقول بأنَّ يسوع كان هو الإله الذي اتخذ طبيعةً بشريةً. والأشخاص الذين يختبرون ويعيشون الخلاص هم ”مولودون ثانيةً“ وهذا المصطلح يشير إلى الولادة الجديدة وذات الطبيعة الروحية حيث أنهم يولدون بالمسيح وللمسيح بالإيمان. إلا أنَّ الموت الجسدي يفرق بين الجسد والروح. فالجسد يذهب إلى التراب إلى وقت القيامة في حين أن الروح تذهب إلى الفردوس أو الدينونة الأبدية، ولا تتخذ شكلاً مادّياً جديداً.

  26. مذهب وحدة الوجود (Pantheism): أصل هذه التسمية مشتق من الكلمتين اليونانيّتين Pan ”كلّ“ و Theos ”الله“؛ أي أن الترجمة الحرفية ستكون ”الكُلّ الله“. إن وحدة الوجود هي الإيمان بأنَّ الله هو كلّ شيء، وكلّ شيء هو الله. وفق هذا المذهب لا يوجد أي تفريق بين الطبيعة وبين الله. فالمادة ليست سوى امتداد لواقع واحد. يتم تبني أحد أشكال هذا الفكر في الديانة الهندوسية ومشتقاتها.

  27. في الإيمان المسيحي يتم التعبير عن وجود الله الكلي من خلال كلمات ومصطلحات مختلفة مثل مصطلح ”المالئ الكُلّ“ على سبيل المثال وذلك للإشارة إلى الوجود الكليّ لله، أي أنَّ كلّ شي وكلَّ مكان هو في حضرة الله في كلّ وقت. كما يتم استخدام مصطلح السمو أو التعالي وذلك للإشارة إلى اختلاف الله عن خليقته من حيث الطبيعة أو الجوهر، حيث أنَّه لا يوجد أيّ شيء من الأشياء التي يمكن أن يتم تشبيهها بالله من حيث الطبيعة فالله ليس مخلوقاً كما أنَّه ليس جزءاً من خليقته.

  28. الحضور (Immanence): يستخدم اللاهوتيّون المسيحيّون هذا المصطلح ليشيروا إلى قُرب الله من خليقته (وهو يتميز عن السموّ). تتحدث المسيحية التقليدية عن كل من الحضور الإلهي والسمو الإلهي لوصف علاقة الله بالخليقة. ونجد أن العديد من الديانات غير المسيحية والفرق الدينية تقوم بالتأكيد على أنَّ حضور الله يُفقده سموّه أو أنَّ سموُّه يُفقده حضوره.

  29. السموّ (Transcendence): تعليم وعقيدة مسيحية تقليدية تقول بأنَّ الله متميّز ومُختلف عن خليقته. إن هذا الإنفصال ليس واضحاً في الديانات الوحدوية (Pantheistic).

  30. يُمكن الرجوع إلى مفهوم الهندوسية عن الله للمقارنة.

  31. كال نيراجان (Kal Nirajan): هو اسم الشيطان أو روح الشر في إيكانكار. نظراً لوجود الإرتباط الوثيق بين الشر والمادة، فإن كال نيراجان يسكن في أدنى المستويات المادية ويسعى بشكل دائم إلى منع روح التشيلا (التلميذ) من الإرتقاء إلى المستويات النجمية/الماورائية لئلا تصبح واحدة من بين الصامتين. اعتقد بول تويتشل أن الشيطان هو والد الإيمان المسيحي.

  32. المعتقد الكاليستيّ (Kalistic belief): يقصد به المعتقد المبني على كال نيراجان أي أنَّه معتقد شيطانيّ.

  33. Paul Twitchell, The Shariyat-Ki-Sugmad (San Diego: Illuminated Way, 1970–71), 1:72.

  34. لقد تمَّ استخدام ”تسكن“ وليس ”يسكن“ بشكل مقصود نظراً لكون سوغماد ليس إلها شخصانيا وهو عبارة عن شيء وليس شخص.

  35. الغنوصيّة (Gnosticism): يُشتق اللفظ من الأصل اليوناني (γνῶσις) Gnosis الذي يعني المعرفة، وقد شكَّل الغنوصيّون في القرن الميلادي الثاني شيعةً دينية دافعت عن امتلاك معرفة سرّية، حيث ادّعى أنصارها أن هذه المعرفة تجعلهم متفوّقين على المسيحيّين العاديين. نشأت هذه الحركة من فلسفات وثنية سبقت المسيحية وانطلقت من بابل وسوريا واليونان (مقدونيا). وقد امتلكت الغنوصية تأثيراً كبيراً في الكنيسة المُبكرة وذلك من خلال الجمع بين الفلسفة الوثنية وبعض السحر/التنجيم والديانات الغامضة اليونانية بجانب العقائد الرسولية المسيحيّة.
    تُشكّل النظرة الثنائية (dualism) الفرضية الأساسية للغنوصية. حيث أنّ الآب الأسمى قد انبثق من عالم الروح ”الصالح“. ومنه انبثقت كائنات محدودة متعاقبة وهي ”الأيونات (aeons)“، واحدة من بين هذه الأيونات هي ”صوفيا“ التي أنجبت خالق الكون الماديّ (الله الخالق). وقد خلق هذا الإله الخالق العالم المادي (وبالتالي خلق الشرّ) إضافةً إلى جميع الأشياء العضوية وغير العضوية التي تُشكِّله. 
    عَلَّم الغنوصيون المسيحيون من أمثال مرقيون (المتوفى حوالي العام ١٦٠ للميلاد) وڤالنتينوس أن الخلاص يأتي من أحد الأيونات - المسيح - الذي أتى خِلسة عن قوى الظلام الشريرة لينقل المعرفة السريّة (gnosis) ويحرّر الأرواح النورانية الأسيرة من العالم الماديّ الأرضي إلى العالم الروحي الأسمى. على الرغم من أنَّ المسيح قد ظهر كإنسان، إلا أنَّه لم يتّخذ أبداً جسداً بشرياً ـ وبالتالي فإنَّه لم يختبر العواطف البشرية أو الضعف البشري.
    تشير البعض من الأدلة إلى نشوء شكل أوليّ من الغنوصيّة في العصر الرسولي، حيث أنَّه كان محور العديد من رسائل العهد الجديد (كولوسي، الرسائل الرعائية، يوحنا الأولى). يظهر الجدل الأكبر المضاد للغنوصية من خلال كتابات إيريناوس (حوالي ١٣٠-٢٠٠م)، وترتليانوس (حوالي ١٦٠-٢٢٥م)، وهيبوليتوس الروميّ (حوالي ١٧٠-حوالي ٢٢٥م) وقد وُصف الغنوصيّون بالهراطقة ولطالما تمَّ اعتبارهم كذلك من قِبَل المسيحيّين المستقيمي الإيمان الأوائل. وتخضع الغنوصية حالياً إلى الكثير من الأبحاث وخاصة بعد الإكتشافات التي وُجِدَت في نصوص  نجع حمّادي في مصر بين ١٩٤٥- ١٩٤٦م. تدَّعي العديد من الفرق الدينية والمجموعات التي تتبع السحر/التنجيم امتلاكها بعض التأثّر بالغنوصية القديمة.

  36. النظرة الثنائية (dualism): مصطلح يُستخدم لوصف التشعّب الغنّوصي والأفلاطوني الحديث بين الروح والمادة. وكبديل عن النظرة التوافقية إلى الجسد أو الجسد والروح على أنهما منسجمان، يعتقد أصحاب النظرة الثنائية أن الجسد والروح هما في  حالة من الحرب بعضهما مع بعض. إضافةً إلى ذلك يتم النظر إلى الجسد على أنَّه شرّ ويعمل ضدَّ الروح. كان المانويّون (Manichaeism) يمتلكون نظرة ثنائية. وقد تأثّرت التقاليد النسكية داخل الكنيسة المسيحية بالميول الثنائية. ويوجد العديد من الشِّيَع والفرق الدينية المعاصرة التي تتبنى النظرة الثنائية بشكل أو بآخر. إلا أنَّ المسيحيّة التقليدية ترفض النظرة الثنائية التي تقول بأنَّ الجسد أو الخليقة هي شريرة في حين أن الروح هي صالحة. بل تقول بأنَّ كلّ الخليقة حسنةٌ جِدّاً لأنَّ الله هو من خلقها (ابتداءً من التكوين ١: ١). كما أنَّ الكتاب المقدس يُعلِن أن الخطيئة شرّ (رومية ١٧: ٧) وليس الجسد أو المادّة.
    المانويّة (Manichaeism): هي الفلسفة التي ابتدأها ماني، وهو فيلسوف فارسي من القرن الميلادي الثالث، وقد علّم بالثنائية المتشدِّدة التي يوجد فيها صراع أبدي بين النور والظلام، الخير والشر، الله والشيطان. كان أوغسطين قد تبنى الفكر المانوي في سنواته الأولى، إلا أنَّه بعد تحوّله إلى المسيحية في وقت لاحق، قدّم دفاعاً بارعاً ضدّها وذلك من خلال إظهار تعليم الكتاب المقدس القائل بأنَّ الله هو المصدر الكُلّي القدرة لكلّ الصلاح، وبأنَّه من المستحيل للشر أن يسود، وإلا فإنَّ الله لن يكون كُلّي القدرة. بالنسبة لأوغسطين فالشر هو غياب الخير. لقد تمّت مواجهة المانوية في الكنيسة في القرن السابع، لكنها عادت للظهور من خلال شيع هرطوقية أُخرى مثل الهرطقة البوغوميليّة (Bogomils) التي ظهرت في القرن الثامن في الأمبراطورية البيزنطية، والهرطقة الكاثرية التطهيريّة (Cathari) التي ظهرت في أوروبا بين القرنين الحادي عشر والثاني عشر.


مراجع

  • Cross, F. L., and Elizabeth A. Livingstone, eds. The Oxford Dictionary of the Christian Church. Oxford;  New York: Oxford University Press, 2005. (p. 221)

  • Evans, C. Stephen. Pocket Dictionary of Apologetics & Philosophy of Religion. Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 2002.

  • Feldmeth, Nathan P. Pocket Dictionary of Church History: Over 300 Terms Clearly and Concisely Defined. The IVP Pocket Reference Series. Downers Grove, IL: IVP Academic, 2008. (pp. 34-35)

  • Grenz, Stanley, David Guretzki, and Cherith Fee Nordling. Pocket Dictionary of Theological Terms. Downers Grove, IL: InterVarsity Press, 1999. (pp. 87-88, 117)

  • Hodge, Charles. Systematic Theology. Vol. 1. Oak Harbor, WA: Logos Research Systems, Inc., 1997. (pp. 299–309)

  • Merriam-Webster, Inc. Merriam-Webster’s Collegiate Dictionary. Springfield, MA: Merriam-Webster, Inc., 2003.

  • Newell, James. “Trance.” Edited by Chad Brand, Charles Draper, Archie England, Steve Bond, E. Ray Clendenen, and Trent C. Butler. Holman Illustrated Bible Dictionary. Nashville, TN: Holman Bible Publishers, 2003. (p. 1612)

  • Nichols, Larry A., George A. Mather, and Alvin J. Schmidt. Encyclopedic Dictionary of Cults, Sects, and World Religions. Grand Rapids, MI: Zondervan, 2006. (pp. 96-100, 364-365, 369, 378, 400, 402, 407-408, 412-414, 418-420, 425, 428, 430-431, 438, 443, 447, 451, 457-458, 462)

  • Powell, Doug. Holman QuickSource Guide to Christian Apologetics. Nashville, TN: Holman Reference, 2006. (PP. 102–107)

  • Smith, Zachary G. “Gnosticism.” Edited by John D. Barry, David Bomar, Derek R. Brown, Rachel Klippenstein, Douglas Mangum, Carrie Sinclair Wolcott, Lazarus Wentz, Elliot Ritzema, and Wendy Widder. The Lexham Bible Dictionary. Bellingham, WA: Lexham Press, 2016.

  • Soanes, Catherine, and Angus Stevenson, eds. Concise Oxford English Dictionary. Oxford: Oxford University Press, 2004.

  • Water, Mark. The Christian Book of Records. Alresford, Hants, UK: John Hunt Pub., 2002. (P. 74)

  • الصور المرفقة غير خاضعة لحقوق الملكية وهي متوفرة من خلال مكتبة ويكيبيديا. فيما عدا صورة معبد الإيك التي تخضع لشروط خاصة في إعادة الإستخدام (انقر هنا لقراءتها).