الصليب

كاتب المقال:
Cover Image for: the-cross
يُمكنكم الحصول على هذا الكتاب من خلال إحدى المنصات التالية:

مُقدمة

إن كلمة ” σταυρός [ساتوروس]“ ”الصليب“ هي واحدة من أكثر الكلمات شهرةً في أرجاء المعمورة، يُمكِن أن يتم تتبع شهرتها هذه إلى حدثٍ غيَّر وجه التاريخ البشري بأسره، ألا وهو موت يسوع المسيح الذي قلب موازين القُوى وغير ملامح العالم. حقيقة الأمر هي أنَّ هذه الكلمة تختزل مضمون الإيمان المسيحي بكُلِّيته.

أصل الكلمة ومعناها القاموسي

إن المعنى الأصلي لهذه الكلمة يشير إلى خشبة مُدبَّبة تُثَبَّت بقوة في الأرض بشكل شاقولي. ويوجد عدة استخدامات لهذه الأخشاب الشاقولية وقد جرى وضعها بطرق مُختلفة تتناسب مع الغاية المُرادة منها. كان من الشائع أن يتم وضعها بترتيب أفقي الواحدة تلو الأُخرى لتُشَكِّلَ سياجاً أو حاجزاً دفاعياً يُوضَع عادةً في محيط المستوطنات أو التجمعات السكانية بهدف حمايتها. أما الإستخدام الشائع الآخر فكان من خلال وضعها بشكل عموديّ منفرد بغرض استخدامها كأداة تعذيب، حيث يُعَلَّق المجرمون من ذوي الجرائم الكبيرة لتكون الوسيلة التي يتم من خلالها تنفيذ حُكم الإعدام العلني عليهم - أما إن كان الجُناة قد قُتلوا فإنه تعليق جُثَثِهم على هذه الأخشاب كان يتم بهدف التعيير والإهانة العلنية. كما ويوجد بعض الإستخدامات الأقل شيوعاً لهذه الكلمة حيث تُشير إلى الأخشاب التي يتم وضعها في الأرض كأسافين لكي يتم الإعتماد عليها كأساسات للإنشاءات.

من الممكن أن يتم تتبع ظهور الصلبان المنفردة بوصفها أداة للتعذيب والقتل إلى بعض الممارسات القديمة التي كان يتم فيها تعليق وعرض جثث أو رؤوس١ اللصوص و قطاع الطرق والمتمردين والخونة والأعداء وسواهم.٢

أشكال الصلبان

إضافةً إلى الشكل الأقدم للصليب الذي كان يتخذ شكلاً بسيطاً كخشبة شاقولية تدَكُّ في الأرض، يوجد أربعة أشكال بارزة وهي:

١- الشكل الشائع الذي يُلاحظ في الرسومات والتصاوير والذي يُعرف بإسم الصليب اللاتيني (†)، وفيه تكون الخشبة الشاقولية مُمتدة إلى فوق العارضة الأُفقية. إن السرد الإنجيلي يذكر أنه تمَّ تعليق لوحة فوق رأس يسوع كُتِبَت فيها تُهمته، وبالتالي فإنه يُمكن الإستنتاج بأنَّ هذا هو شكل الصليب الذي عُلِّقَ عليه يسوع.٣

٢- الصليب بشكل حرف (T) الذي توضع العارضة الأفقية في نهاية الخشبة الشاقولية. يُعرف أيضاً بإسم صليب القديس أنطونيوس.

٣- الصليب اليوناني الذي يأخذ شكل (+) والذي يتساوى فيه طول العارضة الأفقية مع طول الخشبة الشاقولية.

٤- الصليب بشكل حرف (X) الذي يُعرف بإسم صليب القديس أندراوس.

الصلب بين الأُمَم غير الرومانية

يذكر هيرودُوتُس في تسجيلاته أن الفُرس كانوا قد مارسوا أشكالاً مُختلفةً من الصلب كنوع من أنواع الإعدام ، وقد أبلغ في تسجيلاته أنَّ داريوس كان قد وضع ثلاثة آلاف رجل من شرفاء بابل على خوازيق.٤ كما ويوجد بعض المصادر التاريخية التي لا تتمتع بذات المصداقية التاريخية، والتي تتحدث عن ممارسة الصلب بين شعوب الهند والآشوريّين والسكِّيثيِّين (Scythians) والتوريّين (Taurians) والتراقيّين (Thracians).٥

يذكر ديودوروس سيكولوس أن شعوب الكلت (Celts) كانت تقوم بصلب المجرمين كأضاحي وتقدمات للآلهة.٦ كذلك يُسجل تاسيتوس (Tacitus) أن الشعوب الألمانية والبريطانية كانت قد مارست الصلب.٧ سالوست ويوليوس قيصر يذكران أن النوميديّين٨ كانوا قد استخدموا نوعاً من أنواع الصلب.٩ تذكر بعض المراجع أن القرطاجيّين كذلك كانوا قد استخدموا الصلب.١٠ ولربما استقى الرومان ممارستهم للصلب من القرطاجيّين.

في العالم الناطق باليونانية، كان يتم في بعض الأحيان ربط المجرمين المُدانين على لوح مسطح ليتم التشهير بهم علنا، أو تعذيبهم أو إعدامهم. يتشابه هذا النوع من العقوبة مع الصلب حيث كان يتم في الكثير من الأحيان تسمير الضحايا على هذه الألواح الخشبية باستخدام المسامير. يذكر ديودوروس سيكولوس أن ديوتيسيوس الأول من سيراكيوز، كان قد أسر وصلب عدداً من المرتزقة اليونانيّين الذين استأجرهم القرطاجيّون.١١

أما الإسكندر الأكبر فقد قام هو الآخر باستخدام عقوبة الصلب حيث يُذكر أنَّه قد صَلب ألفي ناجٍ من حصار صور.١٢ وبعد وفاة الإسكندر شهدت اليونان عدة عمليات صلب جماعي يُذكر منها تلك التي وقعت في العام ٣١٤ ق.م حيث قامت زوجة أحد المسؤولين عن مملكة الإسكندر بقمع تمرد في مدينة تُعرف بإسم سايكيون (Sicyon) وتقع بالقرب من مدينة كورنثوس، وصلبت ثلاثين فرداً من سُكَّأن تلك المدينة انتقاماً لزوجها المقتول.١٣

على إثر سيطرة ديميتريوس بوليورسيتس على مدينة أوركومينوس الواقعة في اقليم أركاديا اليوناني (Orchomenus) في العام ٣٠٣ ق.م، قام بصلب قائد المدينة مع ثمانية من رجاله.١٤ وفي ظل حُكم أنطوخيوس الرابع، كانت مملكة يهوذا قد شهدت عملية صلب عدة رجال ممن تمسكوا بوفائهم للشريعة.١٥ في الفترة التي سبقت تسلط الرومان، وكذلك في الفترة التي تُعرف بالهلنستية في الشرق الذي كان ناطقاً باللغة اليونانية، فإن ممارسة الصلب كانت تتم في سياق الحرب أو كعقوبة على أعمال الخيانة العُظمى. أما بعد وصول الحُكم الروماني، فقد تمَّ استخدام الصلب كنوع من أنواع العقوبة التي يتم تنفيذها بحق العبيد والمجرمين الذي يرتكبون أعمالاً عنيفةً. ويذكر المؤرخ بلوتارخ أنَّه كان من الواجب على ”كُلِّ مُجرم محكوم عليه بالإعدام أن يقوم بحمل صليبه على ظهره“.١٦

في الفترة الممتدة بين الحكم الهلنيستي وحكم الحشمونيّين، كانت تتم ممارسة الصلب في بعض الأحيان. كان رئيس كهنة الصدّوقيّين ألكسندر يانيوس (تولى المنصب بين ١٠٣-٧٦ ق.م) قد صلب ٨٠٠ من الفريسيّين وأمر بأن يتم قتل زوجاتهم وأبناءهم أمامهم في الوقت الذي كانوا فيه مُعلّقين على الصلبان بانتظار الموت.١٧ بحسب الشريعة اليهودية، كانت جُثث المُجَدِّفين والزناة تُعلَّق على خشبة بهدف إظهار أنهم ملعونين من الله (سفر التثنية ٢١: ٢٢-٢٣). في منطقة فلسطين في الفترة ما قبل المسيحية، كان قد جرى ربط هذه الآيات بأولئك الذين تلقوا عقوبة الموت على الصليب، حيث نجد في كتابات قمران ربطاً بين سفر التثنية ٢١: ٢٣ وبين الصَّلب، ويظهر من الكتابات أنها كانت العقوبة الرئيسية التي يتم تنفذيها بحق بعض الجرائم الخطيرة.١٨

الصلب تحت الحكم الروماني

يصف سيسرو (شيشرون - Cicero) الصلب بأنَّه أكثر أنواع العقوبات تطرّفاً.١٩ أما يوسيفوس الذي شَهِدَ عملية صلب عدد من سكان أورشليم تحت الحصار الذي طبَّقه تيطس، فيطلق على عقوبة الصلب لقب ”أكثر أشكال الموت بؤساً“.٢٠ كانت الغاية من الصلب أن يتم زيادة شدة العقوبة التي يتم تنفيذها بحق المُجرمين، وكانت العقوبات المُشدَّدة الشائعة هي إما بقطع الرأس أو بالحرق أو بالصلب - كان يتم الإستعاضة عن قطع الرأس بأن يتم تقديم الضحايا كطعامٍ للوحوش، إلا أن هذه العملية كانت صعبة التنفيذ إذ أنها تتطلب امتلاك حيوانات متوحشة ووجود حلبة قتال. لذلك كان الصَّلب أسهل الوسائل تنفيذاً بحيث يُمكن أن يؤدي الغاية في تنفيذ الحكم بطريقة علنية وعلى مرأى من الجماهير. يذكر فيلو أنه في زمن كاليغولا (٣٧-٤١ ق.م) وفي فترة حُكم الوالي فلاكوس، تَعرَّض عدد من اليهود للتعذيب والصلب في مُدَرَّج الإسكندرية كنوع من أنواع الترفيه عن الناس.٢١

يمكن القول أن عقوبة الصلب كانت معروفة بين الفرس وبين اليونانيّين - نوعاً ما - بوصفها العقوبة التي يتم تنفيذها في حالة ارتكاب جرائم جسيمة ضد الدولة. كما نجد أن القرطاجيّين كانوا قد صلبوا بعض القادة العسكريّين الذين قد هُزموا في المعارك أو فشلوا في تنفيذ المهام الموكلة إليهم. كما كان البعض من المواطنين الرومان قد تلقوا عقوبة الصلب نتيجةً للخيانة العُظمة ضد الإمبراطورية أو نتيجةً للفرار من الخدمة الإلزامية في أوقات الحروب. على سبيل المثال، في الفترة التي سبقت الحرب مع اليهود (عام ٦٦م) قام الحاكم الروماني جيسيوس فلوروس (Gessius Florus) بجلد وصلب عدد من اليهود الذين كانوا ضمن سلاح الفرسان الروماني في أورشليم.٢٢ إلا أنَّ المواطنين الرومانيّين عموماً، وأبناء الطبقة العليا كانوا في مأمن من أن يتعرضوا للصلب، وذلك بصرف النظر عن جرائمهم. عموما، كان الموت على الصليب من نصيب غير الرومان وأفراد الطبقات الدنيا وبشكل خاصّ العبيد.

في العام ٦٣ ق.م، تمَّ تهديد رابيريوس وهو المواطن الروماني الذي ينتمي إلى طبقة النبلاء بعقوبة الصلب. ونقرأ دفاع سيسرو عنه الذي أشار فيه إلى أنَّ مجرد ذكر ”الصلب“ والجلّاد (الذي سيربط يدي المُجرم ويُغطي رأسه ويصلبه) هي أمور غير مقبولة بالنسبة لأي مواطن روماني.٢٣

كان ماكيوس بلاوتوس (Maccius Plautus) - المتوفى في العام ١٨٤ ق.م - قد قدَّم الكثير من الدلائل على ممارسة الرومان للصلب، وقد تحدث عن ”الصلب المُروع“ الذي تعرض له العبيد، وأظهر روح الدعابة السوداء التي كانت سائدة في ثقافته المُعاصرة.٢٤ ابتداءاً من أيام بلاوتوس، تمَّ استخدام كلمة ”الصليب“ كنوع من أنواع التهكم والإهانة الشديدة اللهجة. ويشير اعتراف شيليدوروس المسجل في مسرحية بلاوتوس التي تحمل عنوان (Miles Gloriosus) إلى أنَّ العبيد كانوا قد تلقوا عقوبة الصلب قبل تلك الحقبة، فنقرأ: ”أعلم أن الصليب سيكون قبري: [هناك] حيث يوجد أبي، وجدي، وجدي الأكبر وأسلافي“.٢٥

يسجل تيطس ليڤي أن العام ٢١٧ ق.م كان قد شهد مؤامرة قام بها خمس وعشرون عبداً كانوا قد عُلّقوا على الصليب. أما العام ١٩٦ ق.م فقد شهد صلب قادة التمرد الذي قام به العبيد في إيتروريا (Etruria).٢٦ كان القرن الثاني قبل الميلاد قد شهد استخداماً واسع النطاق للصلب بوصفه وسيلة لردع التمرّد بين جماهير العبيد الذي عاشوا في روما أو كانوا يعملون ضمن ولايات كبيرة في مناطق أُخرى من إيطاليا. وفقاً لما يرد في تسجيلات أوروسيوس (Orsius)، فإن حرب العبيد الأولى التي وقعت في صقلية (١٣٩-١٣٢ ق.م) كانت قد شَهِدَت صلب ٤٥٠ عبداً.٢٧ أما أبّيان (Appian) فقد دون تسجيلات تُفيد أنَّه بعد الهزيمة النهائية لسبارتاكوس وموته في العام ٧١ ق.م، تمَّ صلب ما يزيد عن ٦٠٠٠ عبد على طول الطريق الواصل بين كابوا وروما.٢٨

يجدر بالذِّكر أنَّ الحماية التي تمتَّع بها العبيد - حتى في ظل الظروف الإعتيادية - كانت ضئيلةً للغاية. حيث نقرأ في الكتابات الشعرية التي تُعرف بإسم ساتيريس (Satires) عن إحدى السيدات الرومانيات التي أرادت أن تقوم بصلب عبد من عبيدها، وحين واجهت إعتراضاً من زوجها الذي كان يسألها عن السبب الذي يقف وراء ذلك، أجابت قائلةً: ”إن هذه هي مشيئتي وهذا هو أمري. إن كُنتَ تبحث عن سبَبٍ، السبب هو أنني - ببساطة - أُريد ذلك“.٢٩ كان مجلس الشيوخ الروماني في زمن نيرون قد أقرَّ بِعِرفٍ يوجِبُ قتل العبيد (عادةً من خلال الصلب) في حال تعرض سيدهم للقتل.٣٠

كان سيسرو واحداً من المؤرخين الرومان الذين أردكوا حقيقة كون الصَّلبِ أحد أشد أشكال الإعدام قسوة،  ومع ذلك فإننا لا نقرأ احتجاجاً على تلك الممارسة البربرية، فيما عدا عدة أصوات خافتة. كان مُعظم هؤلاء قد تعاملوا مع الصَّلب بوصفه أحد أشكال الإعدام المُتكررة الإستخدام والضرورية لردع الطبقات الدنيا من ارتكاب جرائم خطيرة. على الرغم من انتشار استخدام هذه العقوبة في العصر الروماني، إلا أن الكُتَّاب النخبويّين كانوا قد آثروا التقليل من الحديث عنها، فنجد أن كورنيليوس تاسيتوس اتخذ موقفاً مُخالفاً ليوسيفوس حيث لم يتجه إلى تأريخ عمليات الصلب العديدة التي وقعت في مملكة اسرائيل في تلك الفترة.٣١

أساطير العثور على صليب يسوع المسيح

يوجد عدد من المؤرخين الأوائل من أمثال سقراط (Socrates)، ثيودوريت (Theodoret)، سوزومينوس (Sozomenus) ممن ذكروا التقليد المرتبط باكتشاف صليب يسوع، ولكن تجدر الإشارة إلى أن يوسابيوس القيصري الذي يحمل الوزن الأكبر من خلال تدوينه لسيرة قسطنطين الكبير كان قد أغفل عن ذكر هذا التقليد.

تقول الرواية أن والدة قسطنطين الكبير (هيلانة) كانت قد عثرت في عامها التاسع والسبعين على صليب يسوع وذلك من خلال حملة تنقيب كانت قد أمرت بإطلاقها في الموقع التقليدي لمكان دفن يسوع. ويُعتقد أن حادثة الشفاء التي جرت لامرأة مشلولة كانت الإثبات الذي تمَّ استخدامه للتثبت من حقيقة الصليب الذي تمَّ العثور عليه. كما تمَّ العثور على صليبي اللِّصين المصلوبين مع يسوع. لقد كان الصليب في حالة سليمة حين تمَّ العثور عليه، وكان يتضمن المسامير والكتابة التي تمَّ تعليقها فوق رأس يسوع. كان عدد المسامير التي تمَّ استخدامها موضع تكهنات وخلاف، إذ نجد في التصاوير المُبكرة للصلب قدميّ يسوع منفصلتين حيث يتم تعليق كُلٍّ منهما بمسمار منفصل في حين أننا نجد في التصاوير اللاحقة أنه يتم تقديم القدمين على أساس أنهما متصلتان ومثبَّتتان من خلال مِسمار واحد. يُفهم من رواية هيلانة أن عدد المسامير هو أربعة وقد تمَّ توزيعها وفق النحو التالي: تم رمي أحد هذه المسامير بهدف تهدئة عاصفة هوجاء، وتم دقّ الثاني في تاج لومباردي الحديدي، أما الثالث والرابع فقد تمَّ وضعهما كآثار في كل من ميلانو وترير.

قامت هيلانة بوضع الجزء الرئيسي من الصليب في كنيسة أُقيمت في الموضع الذي تمَّ العثور فيه على الصليب. أما الجزء المُتَبقي فقد تمَّ إرساله إلى بيزنطة وإستخدامه في رأس تمثال قسطنطين، وتم وضع جزء آخر منه في كنيسة جديدة شُيِّدَت في روما وحملت اسم كنيسة الصليب المُقدَّس. كما تمَّ بيع القطع الصغيرة المُتبقية بعد ترصيعها بالذهب والمجوهرات. ونتيجةً لرغبة العديد من المؤمنين الأثرياء بالحصول على مثل هذه الآثار الثمينة، فقد تمَّ ابتداع مُعجزة ”إكثار الصليب“ حيث لم تتناقص القطع المتبقية من الصليب. وبهذه الطريقة نجد قطع من الصليب في العديد من الكنائس الرومانية حول العالم.

يتم الإحتفال بتذكار عثور هيلانة على الصليب في احتفال يقع في الثالث من أيار (مايو) يُعرف بإسم احتفال اكتشاف الصليب المقدس، ويتم الإحتفال به في الكنيسة الغربية منذ عهد غريغوريوس الكبير في القرن السادس. كما يوجد احتفال آخر للصليب المقدس ويُحتفل به في الرابع عشر من شهر أيلول (سبتمبر)، ويسمى عيد إكرام (أو السجود) للصليب المقدس. من المُمكن أن بداية هذا الإحتفال ترجع إلى منتصف القرن الرابع في الكنائس الجديدة التي بُنيت في كل من موضع الصليب والقبر المُقدس، ومن تلك الكنائس انتقل هذا الإحتفال إلى روما وظهرت دلائل الإحتفال به في القرن السابع.

تم القبول بهذه الرواية على أساس أنها سليمة، إلا أنَّ اكتشاف ونشر المخطوطة السريانية لتعاليم تاديوس الرهاوي (Doctrine of Addai) كانت قد كشف زيف هذه الرواية وأسطوريتها، إذ أنها لم تكن إلا نسخة مطابقة من الأسطورة الرهاوية التي تروي قصة العثور على الصليب في ظل ظروف مطابقة، وذلك في عهد طيباريوس على يد بروتونيس زوجة كلوديوس الذي أصبح امبراطوراً فيما بعد، والتي يُعتقد أنها اهتدت إلى المسيحية بعد استماعها إلى وعظ بطرس الرسول.

استخدامات الرمز

١- خارج الكتاب المقدس: يظهر رمز الصليب بأشكال وتصماميم مُختلفة كنوع من أنواع الزخرفة وكرمز ديني في مُختلف مناطق العالم القديم في العصور ما قبل المسيحية. ربما يرجع الأمر إلى بساطة تصميم هذا الرمز وتنوع أشكاله وسهولة وضعه على النقوش والزخارف. أنتجت الحضارات التي انتشرت في الهند وسوريا وبلاد فارس وأوروبا ومصر مُختلف العيّنات التي لاتزال باقية والتي تعود إلى فترات سبقت بدايات العصر المسيحي. كان صليب تاو (الصليب بشكل حرف T) شائعاً في الفكر الرمزي المصري إلى درجة أنَّه بات يُعرف بإسم الصليب المصري. يُرمز إلى هذا الصليب في الثقافة المصرية القديمة على أساس أنَّه رمز الألوهة والحياة الحياة الأبدية. إضافة إلى ذلك، وجد المستكشفون الإسبان أن الصليب كان رمزاً معروفاً بين حضارتي الإنكا والإزتك، وربما يُشير إلى العناصر الأربعة أو الفصول الأربعة أو النقاط الأربعة للبوصلة.

أضفى موت المسيح على الصليب أهمية جديدة إلى هذا الرمز، إذ أصبح الرمز الرئيسي للإيمان المسيحي وقد تطور ضمن مجموعة متنوعة من الأشكال ضمن الفن التصويري المسيحي. وتجدر الإشارة إلى أن حرية استخدام رمز الصليب كإشارة إلى الإيمان المسيحي لم تترسخ حتى وقت قسطنطين. من المرجح أن قرار قسطنطين برفع الحظر عن استخدام رمز الصليب ناجماً عن الرؤيا التي ادَّعى أنَّه رآها في العام ٣١٧ والتي ادَّعى فيها أنَّه قد رأى صليباً ملتهباً في السماء مع الكلمات التالية: ”بهذه [العلامة] تنتصر“، ناهيك عن رواية اكتشاف أُمِّه للصليب الحقيقي.

ينقل لنا ترتليانوس مدى استخدام إشارة الصليب بين المؤمنين في أواخر القرن الثاني، فكتب التالي: ”مع كل انطلاقة أو حركة، مع كل دخول أو خروج، حين نرتدي ملابسنا وأحذيتنا، حين نستحم، حين نجلس حول المائدة، حين نُضيء السُّرُج، … عند القيام بأي عمل من الأعمال اليومية الإعتيادية، نرسم الإشارة [أي إشارة الصليب] على جباهنا“.٣٢ يشير هذا التواتر في استخدام المؤمنين لعلامة الصليب في حياتهم اليومية إلى أنها كانت تُستَخدم بطريقة احتفالية في العبادة الجماعية بتواتر كبير.

٢- داخل الكتاب المُقدَّس: إن المُعاناة والألم المرتبطان بالصليب جعلا من الصليب رمزاً للألم والضيق وتحمُّل الأعباء. كان يسوع قد استخدم الصليب كنوع من الإستعارة في كلامه مع أولئك الذين سيكونون تلاميذه مُعلِماً إياهم بوجوب إنكار أنفسهم وحمل صِلبانهم واتِّباعه.٣٣ في الوقت الذي نجد مجموعة واسعة من التفاسير المرتبطة بهذا التعليم القائل بوجود حمل الصليب، يبدو أن أساس هذه الإستعارة يرجع إلى العِرف الروماني الذي يتطلب من الإنسان المُدان أن يقوم بحمل جُزءٍ من صليبه الذي سَيُعَلَّق عليه إلى مكان الإعدام. ولكن قبل وقوع حادثة صلب المسيح، لن يكون من الممكن أن نكون على دراية بمستوى إدراك المُستمعين لهذه الإستعارة. ولكن يُمكن القول أنَّ التلاميذ أدركوا إلى درجة معينة بأنَّ توقع المعاناة هو أمر ينطبق على المسيح وتلاميذه كما انطبق على الأنبياء في أوقات سالفة (على سبيل المثال، مرقس ٨: ٣١؛ ٩: ١٣). إنها صورة رمزية تشير إلى عدم التمسك بالذات، وإلى أسلوب حياة يؤدي في نهاية المطاف إلى عدم التمسك بالحياة ذاتها.

يرمز الصليب في الكتابات البولسية إلى الكرازة بالفداء (كورنثوس الأولى ١: ١٨ وما يليها؛ كولوسي ١: ٢٠، ٢: ١٤)، ويُعبِّر كذلك عن رِباط الوِحدة بين اليهود والإمم (أفسس ٢: ١٦)، وبين المؤمن والمسيح حيث يشير كذلك إلى التقديس (غلاطية ٥: ٢٤). إن الصليب بشكل فعلي هو مركز ونطاق التبشير الذي قدمه الرسل وهو حياة الكنيسة في العهد الجديد، وهو يُمثل خُلاصة أحداث حياة المسيح.

صلب يسوع المسيح

نقرأ في السرديات الإنجيلية الأربعة أن يسوع المسيح كان قد أنبأ عن موته بشكل مُسبق. ونجد أن متى كان قد حدَّد طريقة الموت على أنها الصلب (متى ٢٠: ١٩، ٢٦: ٢) وأشار كذلك إلى أنَّ البعض من أتباع يسوع سوف يُلاقون ذات المصير (متى ٢٣: ٣٤).

يتم سرد أحداث صلب يسوع المسيح في متى ٢٧؛ مرقس ١٥؛ لوقا ٢٣؛ ويوحنا ١٩. كما تتم الإشارة إلى صليب يسوه المسيح في مواضع مُختلفة من الكتاب المقدس مثل (أعمال الرسل ٢: ٣٦، ٤: ١٠؛ كورنثوس الأولى ٢: ٨؛ غلاطية ٣: ١؛ الرؤيا ١١: ٨). تنقل لنا السرديات الإزائية (متى، مرقس ولوقا) أن سمعان القيرواني كان قد سُخِّرَ لحمل صليب يسوه. وقد وقعت عملية الصلب في الجلجثة. كان يسوع قد سُمِّرَ من يديه (لوقا ٢٤: ٣٩؛ يوحنا ٢٠: ٢٥) ومن قدميه (لوقا ٢٤: ٣٩). وقد صُلِبَ إلى جانبيه لصان، وقد حمل صليبه لافته تقول ”ملك اليهود“، وهي التُّهمة التي كان قد أُعدِمَ بسببها. كان يسوع قد رفض أن يرتشف من النبيذ الممزوج مع بعض الأعشاب للتحفيف من آلامه. وبعد أن سخر منه الكثير من المارّة، اقتبس الكلمات الإفتتاحية للمزمور الثاني والعشرون ليصرخ: ”إلهي إلهي لماذا ترتكتني؟“ وتوفي حوالي الساعة الثالثة عصراً- حيث كانت وفاته سريعة كنتيجةً للتعذيب الذي كان قد سبق وتلقاه. بعد أن طلب الإذن من بيلاطس البنطي، قام يوسف الذي من الرّامة بإنزال جسد يسوع من على الصليب وتكفينه ودفنه في قبر جديد.

الرؤية اللاهوتية المسيحية للصليب

كان بولس الرسول قد نظر إلى الصليب على أنَّه انعكاس يُظهر طاعة يسوع (فيليبي ٢: ٨) ومحبته (غلاطية ٢: ٢٠). وقال بأنَّ الصليب يُظهر قدرة الله وحكمته (كورنثوس الأولى ١: ٢٤؛ كورنثوس الثانية ١٣: ٤). ناهيك عن أن الصليب هو خلاص من الخطيئة (كولوسي ٢: ١٤) وخلاص من ”لعنة الناموس“ (غلاطية ٣: ١٣)؛ كما أنَّ الصليب يُحقّق المصالحة والسلام (كولوسي ١: ٢٠؛ أفسس ٢: ١٦). إن اتباع يسوع يعني أن يصلب المرء الإنسان القديم الخاطئ (رومية ٦: ٦؛ غلاطية ٢: ٢٠، ٦: ١٤). وإن أولئك الذين ماتوا مع المسيح، قد ماتوا عن الشريعة التي لم تعد تمتلك سلطاناً عليهم للموت (غلاطية ٢: ١٩). فهم قد أنكروا الخطيئة وتركوا وراءهم العالم الشرير (غلاطية ٦: ١٤). كان بولس قد عانى من الإضطهاد لأنه كان قد آمن وكرز بصليب يسوع المسيح (غلاطية ٦: ١٢).

كان كُتاب الأناجيل الإزائية قد أشاروا بطريقة مجازية - وحرفية في بالنسبة للبعض - إلى تكلفة اتّباه يسوع المسيح والصيرورة من تلاميذه، فأشاروا إلى أنَّ أولئك الذين سيمسون من تلاميذ يسوع يجب أن يحمل كُلٌّ منهم صليبه ويتبعه (مرقس ٨: ٣٤؛ متى ١٠: ٣٨، ١٦: ٢٤؛ لوقا ٩: ٢٣؛ ١٤: ٢٧). إن تعبير ”حمل المرء لصليبه“ هو من التعابير القاسية التي تمَّ استخدامها للإشارة التلمذة المسيحية والتي تتضمن رفض الشهوات الأرضية، وقبول الألم، وحتى تنازل المرء عن حياته من أجل إيمانه بيسوع. باختصار شديد، إن التلمذة المسيحية تعني أن يحمل المرء صليبه طوال أيام حياته.

الخلاصة

إن الصليب هو أداة تعذيب قاسية للغاية يتم من خلالها تطبيق حُكم الموت العلني المُهين على المحكوم الذي يقضي نَحْبَهُ بطريقة مؤلمة وبطيئة. وهو النهاية التي كان ربنا ومُخلصنا يسوع المسيح قد أنبأ عنها على أنها الطريقة التي سوف يُتَمِّمُ من خلالها النبؤات التي ابتدأت ترسم صورة مُخطط الخلاص، ابتداءاً من حدث السقوط الذي يسجله لنا سفر التكوين.

لقد اختار الرب يسوع المسيح أن يقبل أشد أنواع الإهانة والذل على أيدي البشر الخُطاة، واقتبل التعييرات والإهانات والسياط والمسامير ليموت في نهاية المطاف ويحمل العقوبة عنا بجسد بشريته، ويقوم في اليوم الثالث من بين الأموات، ليمنحنا حياةً أبدية إن آمنّا باسمه. ولربما تكون كلمات بولس الرسول التي كتبها في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس أفضل كلمات نستذكرها في يومنا الراهن وفي كلّ لحظة نتعرض لإهانة من أجل صليب المسيح.

٢٢إِذْ إِنَّ الْيَهُودَ يَطْلُبُونَ آيَاتٍ، وَالْيُونَانِيِّينَ يَبْحَثُونَ عَنِ الْحِكْمَةِ. ٢٣وَلكِنَّنَا نَحْنُ نُبَشِّرُ بِالْمَسِيحِ مَصْلُوباً، مِمَّا يُشَكِّلُ عَائِقاً عِنْدَ الْيَهُودِ وَجَهَالَةً عِنْدَ الأُمَمِ؛ ٢٤ وَأَمَّا عِنْدَ الْمَدْعُوِّينَ، سَوَاءٌ مِنَ الْيَهُودِ أَوِ الْيُونَانِيِّينَ، فَإِنَّ الْمَسِيحَ هُوَ قُدْرَةُ اللهِ وَحِكْمَةُ اللهِ. ٢٥ ذَلِكَ لأَنَّ «جَهَالَةَ» اللهِ أَحْكَمُ مِنَ الْبَشَرِ، وَ«ضَعْفَ» اللهِ أَقْوَى مِنَ الْبَشَرِ“.

(كورنثوس الأولى ١: ٢٢-٢٥)


الهوامش

١ راجع سفر يهوديت ١٤: ١، ١٤ ”وقالت لهم يهوديت: ’اسمعوا لي، يا أخوتي. خُذوا هذا الرأس وعلِّقوه على شُرفة أسواركم.‘ … وعند طلوع الفجر، علَّقوا رأس أَليفانا على الأسوار، وأَخَذَ كُلُّ رجلٍ سِلاحه وخَرجوا زُمَراً إلى مُنحدراتِ الجَبَل.“ (الترجمة الكاثوليكية، الطبعة الثالثة ١٩٩٤)

٢ في الحملة التي توجهت إلى كل من مصر وسوريا وفلسطين والتي قادها آشور بانيبال (وهو حفيد سنحاريب وابن آسَرْحدُّون الملوك الثاني ١٩: ٣٦-٣٧؛ يُعتَقد أنَّه هو المذكور تحت اسم أُسْنَفَّرُ في سفر عزرا ٤: ١٠) يُذكر في نصوص الشرق الأدنى القديم أن سكان المُدن التي قاومت أو حنثت بالعهود السالفة قد عُلِّقوا على أخشاب تم وضعها حول سور المدينة بعد أن سُلِخَت جلودهم. (نصوص الشرق الأدنى القديم ص ٢٩٤-٢٩٦).

٣ انظر متى ٢٧: ٣٧؛ مرقس ١٥: ٢٦؛ لوقا ٢٣: ٣٨؛ يوحنا ١٩: ١٩.

٤ تاريخ هيرودوتس، الكتاب الثالث، ص ٢٧٥، ٢٩١. لقراءة النسخة الإنجليزية من تاريخ هيرودوتُس انظر الرابط التالي: www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.01.0126:book=3:chapter=159:section=2.

٥ ترد هذه الأنباء في كتابات كل من: ديودوروس سيكولوس (Diodorus Siculus)؛ https://penelope.uchicago.edu/Thayer/e/roman/texts/diodorus_siculus/2a*.html لوسيان (Juppiter trageodeis, Lucian)؛ www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:2008.01.0437:section=16 يوريبيديس (Euripides, Iphigenia in Tauris) www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.01.0112:card=1390

٦ تاريخ ديودوروس، ك ٥ ف ٣٢ ع ٦. https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/5B*.html

٧ الأعمال الكاملة لكورنيليوس تاسيتوس ك ١ ف ٦١ ع٤؛ ك٤ ف٧٢ ع٢؛ ك١٤ ف٣٣ ع٢. https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0078:book=1:chapter=61 https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0078:book=4:chapter=7 https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0078:book=14:chapter=33

٨ النوميديّين (Numidians) وهم سكان مملكة نوميديا القديمة التي كانت تمتد عبر أراضي الجزائر الحالية وجزء من تونس.

٩ سالتوس، إيوغارثا ف ١٤ ع ١٥. https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:2008.01.0002:text=Cat.:chapter=14

١٠ تاريخ بوليبيوس ك ١ ف ١١ ع ٥،  ف ٢٤ ع ٦، ف ٧٩ ع ٤-٥؛ https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Polybius/1*.html تاريخ ديودوروس ك ٢٥ ف ٥ ع ٢، ف ١٠ ع ٢؛ ك ٢٦ ف ٢٣ ع١؛ https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/25*.html https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/26*.html  تاريخ تيطس ليڤي ك٢٢ ف١٣ ع٩، ك٣٨ ف٤٨ ع١٣. www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0152:book=22:chapter=13 www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0178:book=38:chapter=48:section=13

١١ تاريخ ديودوروس ك١٤ ف٥٣ ع٤. https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/14D*.html

١٢ تاريخ كورتيوس روفوس ك٤ ف٤ ع١٧. https://penelope.uchicago.edu/Thayer/L/Roman/Texts/Curtius/4*.html

١٣ تاريخ ديودوروس ك١٩ ف ٦٧ ع٢. https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/19D*.html

١٤ تاريخ ديودوروس ك٢٠ ف١٠٣ ع٦. https://penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Diodorus_Siculus/20E*.html

١٥ الآثار اليهودية ليوسيفوس ف١٢ ع٢٥٦. https://lexundria.com/j_aj/12.256/wst

١٦ بلوتارخ، موراليا، ٥٤٤ أ/ب. https://www.loebclassics.com/view/plutarch-delays_divine_vengeance/1959/pb_LCL405.215.xml

١٧ الآثار اليهودية ليوسيفوس ف١٣ ع٣٨٠-٣٨٣؛ https://lexundria.com/go?q=J.+AJ+13.380&v=wst؛ حُروب اليهود ف١ ع٩٧-٩٨. https://lexundria.com/go?q=J.+BJ+1.97-98&v=wst

١٨ مخطوطات قمران (4Q pNahum) و (11QTemple 64:6–13).

١٩ إن ڤيريم - In Verrem، سيسرو ك٢ ف٥ ع١٦٨. www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Cic.+Ver.+2.5.168&fromdoc=Perseus:text:1999.02.0018

٢٠ حروب اليهود ليوسيفوس ف٧ ع٢٠٣. https://lexundria.com/go?q=J.+BJ+7.203&v=wst

٢١ فيلو (Philo) من كتاب ضدّ فلاكوس ٧٢: ٨٤-٨٥. يرد هذا السرد في النسخة الإلكترونية تحت الفصل التاسع IX والعدد ٧٢، ويُكمن الوصول إليه من خلال الرابط التالي: penelope.uchicago.edu/Thayer/E/Roman/Texts/Philo/in_Flaccum*.html

٢٢ حروب اليهود ليوسيفوس ٢: ٣٠٨. https://lexundria.com/go?q=J.+BJ+2.308&v=wst

٢٣ سيسرو، الدفاع عن رابيروس ف١٦؛ https://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Cic.+Rab.+Perd.+16&fromdoc=Perseus:text:1999.02.0019 إن ڤيريم - In Verrem، سيسرو ك٢ ف٥ ع١٦٥. www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Cic.+Ver.+2.5.165&fromdoc=Perseus:text:1999.02.0018

٢٤ يُمكن الوصول إلى كتابات بلاوتوس من خلال الرابط التالي: http://www.perseus.tufts.edu/hopper/searchresults?q=Plautus.

٢٥ يُمكن قراءة مسرحية (Miles Gloriosus) من خلال الرابط التالي: http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus%3Atext%3A1999.02.0103%3Aact%3Dintro%3Ascene%3Dargument.

٢٦ تيطس ليڤي ك٢٢ ف٣٣ ع٢؛ ك٣٣ ف٣٦ ع٣. http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Liv.+22+33&fromdoc=Perseus%3Atext%3A1999.02.0152 http://www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Liv.+33+36&fromdoc=Perseus%3Atext%3A1999.02.0152

٢٧ أوروسيوس ك٥ ف٩ ع٤. attalus.org/translate/orosius5A.html

٢٨ الحرب الأهلية، أبيان (Appiac) ك١ ع١٢٠. penelope.uchicago.edu/Thayer/e/roman/texts/appian/civil_wars/1*.html

٢٩ ساتيري Satire VI الكتاب السادس ع ٢٢٣، النسخة اللاتينية: www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:2007.01.0093:book=2:poem=6، النسخة الإنجليزية: https://www.poetryintranslation.com/PITBR/Latin/JuvenalSatires6.php#anchor_Toc282858860

٣٠ كورنيليوس تاسيتوس (Cornelius Taacitus - The Annals) ك١٣ ع٣٢. www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Perseus:text:1999.02.0078:book=13:chapter=32

٣١ يتحدث تاسيتوس عن أحداث تلك البقعة الجغرافية في تاريخه في الكتاب الخامس ٨-١٣ دون أن يقوم بالإشارة إلى عمليات الصلب التي كانت شائعة إلى درجة كبيرة في تلك المرحلة. www.perseus.tufts.edu/hopper/text?doc=Tac.+Hist.+5&fromdoc=Perseus:text:1999.02.0080

٣٢ Alexander Roberts, James Donaldson, and A. Cleveland Coxe, Eds., Latin Christianity: Its Founder, Tertullian, The Ante-Nicene Fathers. (Buffalo, NY: Christian Literature Company, 1885), 3, 94-95.

٣٣ يظهر هذا القول في سياقات مُختلفة في الأناجيل الإزائية: مرقس ٨: ٣٤، ١٠: ٣٨؛ متى ١٦: ٢٤؛ لوقا ٩: ٢٣، ١٤: ٢٧.


المراجع

  • J.B.T., New Bible dictionary, 1996, 245–247.
  • M. G. Easton, Illustrated Bible Dictionary and Treasury of Biblical History, Biography, Geography, Doctrine, and Literature, 1893, 168–169.
  • D. G. Burke, The International Standard Bible Encyclopedia, Revised, 1979–1988, 1, 825–830.
  • John R. Donahue, Eerdmans dictionary of the Bible, 2000, 298–299.
  • Gerald G. O’Collins, The Anchor Yale Bible Dictionary, 1992, 1, 1207–1210.
  • Walter A. Elwell and Barry J. Beitzel, Baker encyclopedia of the Bible, 1988, 1, 555–558.
  • Gerhard Kittel, Gerhard Friedrich, and Geoffrey William Bromiley, Theological Dictionary of the New Testament, Abridged in One Volume, 1985, 1071–1073.
  • H. G. Liddell, A lexicon: Abridged from Liddell and Scott’s Greek-English lexicon, 1996, 743.
  • Henry George Liddell, Robert Scott, Henry Stuart Jones, and Roderick McKenzie, A Greek-English lexicon, 1996, 1635.
  • James Swanson, Dictionary of Biblical Languages with Semantic Domains: Greek (New Testament), 1997.
  • Flavius Josephus and William Whiston, The Works of Josephus: Complete and Unabridged. (Peabody: Hendrickson, 1987), 324, 760.
  • Tertullian, Latin Christianity: Its Founder, Tertullian, 1885, 3, 94–95.
  • Eusebius of Caesaria, Eusebius: Church History, Life of Constantine the Great, and Oration in Praise of Constantine, 1890, 1, 490.
  • James Bennett Pritchard, Ed., The Ancient Near Eastern Texts Relating to the Old Testament , 3rd ed. with Supplement. (Princeton: Princeton University Press, 1969), 294–296.
  • M. Tullius Cicero, The Orations of Marcus Tullius Cicero, Literally Translated by C. D. Yonge, ed. C. D. Yonge. (Medford, MA: George Bell & Sons, 1903).
  • Allen C. Myers, The Eerdmans Bible dictionary, 1987, 246.
  • D’Alviella Goblet, Encyclopædia of Religion and Ethics, 1908–1926, 4, 324–329.
  • Jouette M. Bassler, The HarperCollins Bible Dictionary (Revised and Updated), 2011, 162.
  • Herodotus, Herodotus, with an English Translation by A. D. Godley, ed. A. D. Godley. (Medford, MA: Harvard University Press, 1920).
  • Polybius, Histories. (Medford, MA: Macmillan, 1889), 11–12.
  • Grant Osborne, Holman Illustrated Bible Dictionary, 2003, 368–371.
  • John D. Barry, David Bomar, Derek R. Brown, Rachel Klippenstein, Douglas Mangum, Carrie Sinclair Wolcott, Lazarus Wentz, Elliot Ritzema, and Wendy Widder, Eds., The Lexham Bible Dictionary, 2016.
  • The Lexham Analytical Lexicon to the Greek New Testament, 2011.
  • F. L. Cross and Elizabeth A. Livingstone, Eds., The Oxford dictionary of the Christian Church, 2005, 438.
  • Alexander Souter, A Pocket Lexicon to the Greek New Testament, 1917, 240.
  • Plato, Plato in Twelve Volumes & 6 Translated by Paul Shorey. (Medford, MA: Cambridge, MA, Harvard University Press; London, William Heinemann Ltd., 1969), 5.
  • James Strong, A Concise Dictionary of the Words in the Greek Testament and The Hebrew Bible, 2009, 1, 66.
  • Joseph Henry Thayer, A Greek-English lexicon of the New Testament: being Grimm’s Wilke's Clavis Novi Testamenti, 1889, 586.
  • Philo, Philo, The Loeb Classical Library. (London; England; Cambridge, MA: William Heinemann Ltd; Harvard University Press, 1929–1962), 9:341–343.
  • لم يتم تكرار المراجع التي تمَّ وضعها في الهوامش والتي أُرفِقَت بروابط إلكترونية تسمح بالوصول إلى ما هو متوفر منها عبر أثير الشبكة العنكبوتية.