إن الخفافيش هي مخلوقات مذهلة حقاً، وهي تشكّل حوالي خمس أنواع الثديات. إنها تعيش في جميع القارات باستثناء القارّة القطبية الجنوبية. يبلغ طول أصغر الخفافيش حوالي ٣٠ مم (ما يقرب من بوصة واحدة) ويزن ٢ غرام (أقل من أونصة) ويدعى بإسم ”الخفّاش الطنّان“. في حين أن البعض الآخر يتباهى بمساحة بين جناحيه تصل إلى متر ونصف (٥ قدم).
تلعب الخفافيش دوراً بيئياً مهماً من خلال مساهمتها في نشر غبار الطلع والبذور بالإضافة إلى السيطرة على الآفات الحشرية.1 ومع ذلك فإنها قد تمتلك تأثيراً سلبياً على الحيوانات الأُخرى، وحتى على البشر، [وذلك] من خلال نشر الڤيروسات.2
يوجد مجموعتان رئيسيّتان من الخفافيش: ميغاباتس [الخفافيش الضخمة] (Megachiroptera وتعرف أيضاً بإسم خفافيش الفاكهة أو الثعالب الطائرة) وميكروباتس [الخفافيش الصغيرة] (Microchiroptera).
إن الخفافيش الصغيرة (انظر الشكل ١) هي أكثر تنوعاً من الخفافيش الضخمة، حيث يوجد ٧٠٠ نوع. تتغذى هذه الخفافيش بشكل عام على الحشرات، ولكن من المعروف أيضاً أنها تتغذى على الفاكهة والأسماك والرحيق والدم. وتستخدم جميع هذه الخفافيش تقنية تحديد الموقع من خلال صدى الصوت عند الطيران، لذلك فإنها تمتلك آذان كبيرة لالتقاط الموجات الصوتية التي تصدر عنها.
يوجد ١٧٠ نوع من الخفافيش الضخمة، تتجمع عادةً في مجموعات في الأشجار وتمتلك خطوم3 طويلة وأسنان لطحن الفاكهة التي تشكل معظم نظامها الغذائي (انظر الشكل ٢). فيما عدا جنس واحد، فإنها تتحرك وتتنقل باستخدام حاستي الشم والنظر وليس من خلال تحديد الموقع باستخدام الصدى.
الخفافيش ماصّة الدماء
يعتقد الكثير من الأشخاص أن الخفافيش بشكل عام هي حيوانات مرعبة تمتص الدم. إلا أنَّه يوجد ثلاثة أنواع فقط تقوم فعلياً بشرب الدماء، وواحد فقط من بين هذه الأنواع يتغذى من خلال الثديات (وهو الخفاش ماص الدم الشائع، Desmodus rotundus). في الوقت الذي نلاحظ أن العديد من الخفافيش تمتلك أسناناً حادّة شبيهة بأسنان آكلات اللحوم، فإنها معظمها يتغذى إما على الفاكهة أو الحشرات التي تُشكل الجزء الأكبر من نظامها الغذائي (انظر الشكل ٣).
هل كانت الخفافيش لتتغذى على الحشرات في عالم ما قبل السقوط في عدن؟ في الكتاب المقدس العبري، نجد أن الحيوانات العليا والبشر تُدعى نَفَش خَاياة [في أنفها نسمة حياة] وتُترجم عادة على أنها ’مخلوقات حيّة‘ (كلمة نَفَش العبرية تعني نَفْسْ). المخلوقات التي لها نَفَش على ما يبدو قادرة على المعاناة من الألم والعذاب. ولكن الأمر مُختلف بالنسبة للحشرات، التي لم يُطلَق عليها ذات اللقب في الكتاب المقدس. وبالتالي فإنها إن لم تكن الحشرات من مخلوقات نَفَش خَياة، فإن الخفافيش تستطيع أن تتغذى عليها في عالم ما قبل الطوفان.
حقيقة وجود البعض القليل من الخفافيش التي تتغذى على الدم والثديات الصغيرة هي أمر ناتج عن السقوط. وعلى الرغم من ذلك، فإننا نجد أن العدد الأكبر من الخفافيش التي تتغذى على الفاكهة والرحيق هي من بقايا الخليقة ”الحسنة جداً“ (تكوين ١: ٣١). إن جميع الحيوانات البريّة بما في ذلك المخلوقات الطائرة كانت قبل السقوط قد أُعطيت النباتات كغذاء لها (التكوين ١: ٣٠).
إيكو-لوكيشين (تحديد الموقع بالصدى)
تستخدم الخفافيش الصغيرة وجنس واحد من الخفافيش الضخمة نظام تحديد الموقع باستخدام الصدى أثناء الطيران. ذلك يعني أن هذه الحيوانات تقوم بإصدار الأصوات ومن ثمَّ تقوم بتحديد موقعها وموقع فرائسها من خلال الأصداء التي تتلقاها. إن الأصوات التي تستخدمها الخفافيش هي في العادة تتجاوز نطاق السمع البشري. أي أنها موجات فوق صوتية. وتترواح شدة ضجيج أصوات الخفافيش من ٦٠ إلى ١٤٠ ديسيبل، حيث أنَّ ٦٠ ديسيبل هي شدة الصوت التي ترافق محادثة عادية في حين أن ١٤٠ ديسيبل تتفوق على شدة الضجيج [الناتج] على متن حاملة طائرات تعمل بكامل طاقتها!
تقوم معظم الخفافيش الصغيرة بتحديد الموقع باستخدام الصدى من خلال انتاج أصوات ذات تردد عالٍ في حنجرتها (صندوق الصوت)، وتقوم بتعديل النداء أثناء انبعاثه من فمها.4 وتلك الخفافيش التي تنتمي إلى عائلة فيلّوستوميدا Phyllostomidae تُصدر الأصوات من خلال فتحاتها الأنفية أيضاً؛ ولديها زائدة لحمية حول وفوق الفتحتين الأنفيّتين وتُدعى ”ورقة الأنف“ والتي تقوم من خلالها بتعديل وتوجيه النداء.
فصيلة الروسيتوس Rousettus هي المجموعة الوحيدة من الخفافيش الضخمة التي تستخدم نظام تحديد الموقع من خلال الصدى، والتي تستخدم ألسنتها لإصدار نقرات مزدوجة مثل تلك الخاصة بالدلافين.5
Megabats | Microbats | |
---|---|---|
الحجم (النطاقات التقديرية) | أكبر | أصغر |
الحركة | فقط أنواع قليلة (جنس واحد فقط) يستخدم نظام إيكو-لوكيشين (تحديد الموقع باستخدام الصدى) | جميعا تستخدم نظام إيكو-لوكيشين. |
الآذان | أصغر | أكبر |
العيون | أكبر | أصغر |
الحمية الغذائية | الفاكهة بشكل أساسي | الحشرات، الفاكهة، الأسماك، الرحيق، الدم |
سمات الوجه | وجه أطول | وجه أقصر |
النشاطات | نشطة أيضاً خلال النهار | نشاط ليلي |
تنوع الفصائل | فصائل أقل تنوعاً | فصائل متنوعة إلى درجة أعلى |
الإنتشار الجغرافي | المناطق الإستوائية/الأجزاء شبه الإستوائية من أوروبا وأسيا وأفريقيا وأستراليا وميلانيزيا/ميكرونيزيا وبولينيزيا. | تنتشر في جميع أرجاء العالم |
الجدول ١. الإختلافات بين الخفافيش الضخمة والخفافيش الصغيرة
حماية السمع
يوجد طريقتين تستخدمها الخفافيش الصغيرة لتحديد المواقع من خلال الصدى. بعض الأنواع تقوم باصدار نداءات قصيرة، ومن ثمَّ تقوم بقياس الزمن بين النداء والصدى. وقد تمَّ تصميم آذان هذه الخفافيش بطريقة تجعل عضلات الأذن الوسطى تتقلص عندما يكون الخفاش”يصدر النداء“، لئلا يتسبب لنفسه بالصمم.6 ومن ثمَّ تسترخي العضلات ليصبح الخفاش قادراً على تلقي الصدى الناتج. إن هذا الصدى لا يتسبب بالضرر لجهاز السمع لدى الخفاش، لأنَّه أقل من شدّة ضجيج النداء الصادر- كما هو الحال بالنسبة للكرة الساقطة التي لن ترتد إلى ارتفاع النقطة التي تمَّ اسقاطها منها.
تقوم أنواع الخفافيش الصغيرة الأُخرى بتحديد المواقع من خلال الصدى عن طريق إصدار نداءات مستمرة، ومن ثمَّ قياس التحول في درجة الصوت المرتد (تتسبب الأجسام التي تتحرك قريباً أو بعيداً عن المُستمع بتغير درجة اهتزاز الصوت المرسل). لا يصاب سمع الخفاش بالأذى لأن النداء الخارج يصدر بتردد خارج نطاق السمع الذي تمَّ ضبطه بدقة . ولكن مع ارتداد النداء [الأمواج الصوتية] عن الهدف، فإن تردده سيتغير مما يسمح للخفاش باكتشاف الصدى - وهو الذي بدوره قد أصبح أضعف، وبالتالي فإنَّه لن يتسبب بالأذى للحيوان.7
إن طاقة النقرات التي تصدر من خفافيش الروسيتوس الضخمة أقل بكثير من طاقة النداءات التي تصدرها الخفافيش الضخمة (أقل بحوالي عشرة أضعاف)، وبالتالي فإنها لا تشكل خطراً على جهاز السمع.
تباين النداء
إن النداء المستخدم من الخفافيش الصغيرة ذات النداء المتقطع يختلف أيضاً في طوله وتواتره وشدته بين العائلات المختلفة من الخفافيش الصغيرة، يعتمد هذا الإختلاف على البيئة المعتادة لتلك العائلة من الخفافيش.8
إن الخفافيش حساسة لأصوات الحشرات مثل العث والصراصير وأم أربعة وأربعين. يمكن لنوع محدد من حشرات العث - يسمى عثّ النمر (Bertholdia trigona) أن يتسبب بالإرتباك لنظام تحديد المواقع باستخدام الصدى الذي تمتلكه الخفافيش. تمتلك حشرات العث هذه جهازاً سمعياً يتسبب لعضلات الطيران التي تمتلكها الحشرة بأن تتحرك بشكل غير منتظم، مما يجعل التقاطها من قبل الخفافيش أمراً صعباً. تستخدم أنواع أُخرى من حشرات العث زوائد الذيل التي تتسبب بالإرتباك لنظام تحديد الموقع باستخدام الصدى لدى الخفافيش.9
إن الطريقة التي تصدر من خلالها الخفافيش الصوت وتعالجه أثناء تحديدها للموقع من خلال الصدى تتحدث بوضوح عن تصميم الله الإبداعي. لا يمكن لأي طفرات عشوائية أن تتسبب بإنتاج مثل هذا النظام الصوتي المُعقّد. لقد قام المهندسون بمحاكاة نظام تحديد الموقع باستخدام الصدى لدى الخفاش لتحديد الموقع باستخدام الصدى تحت الماء - وهو ما يُعرف بالسونار، والذي يتم استخدامه في الغواصات. إذا قام البشر الأذكياء بمحاكاة هذا مثل هذا النظام المعقد عند تصميم السونار، فما هو نوع الذكاء الذي سيكون مسؤولاً عن خلق الخفافيش التي هي أكثر تعقيداً من أي شيء صنعه البشر؟ إن الأمر واضح بأنَّه خالق خارق للطبيعة.
طيران الخفافيش يشر إلى الخلق وليس إلى التطور
إن أكثر ما يميز الخفافيش هو أجنحتها الغشائية الممتدة بين عظام أصابعها الطويلة. تؤمِّن المفاصل المتعددة للأصابع الطويلة المرونة المطلوبة للإرتفاع بشدة والسحب المنخض والقدرة العالية على المناورة.10 إن الخفافيش هي الثديات الوحيدة التي تمتلك القدرة على الطيران، وهي تطير بجودة عالية تماماً مثل الطيور.
كنتيجة للتشابه الكبير في البنية المستخدمة للطيران، فإن الرؤية التقليدية التطورية تقول أنَّ كل من الخفافيش الصغيرة والكبيرة يجب أن ينحدروا من ذات السلف المشترك، الذي كان للتو قد طور المقدرة على الطيران. لكن في العقود القليلة الماضية، وبالإستناد إلى الأدلة الجينية بشكل أساسي، فإن الفرضية المنافسة تقول بأن كل مجموعة قد طوّرت قدرتها على الطيران بشكل مستقل، وأن البنية المستخدمة للطيران (على الرغم من اختلافها الشديد عن الطيور) متطابقة معهم بشكل نظري وهو الأمر الذي حدث عن طريق المصادفة. تجدر الملاحظة بأن أنصار التطور في ظروف أُخرى كانوا سيعتبرون مثل هذه السمات المتطابقة أنها تشابهات وظيفية (homologies)، وكانوا ليستخدمونها على أساس أنها تقدم دليلاً على وجود سلف مشترك بينها!11
بالتالي فإنه ليس من المستغرب أن تتواجد بعض المقاومة لهذه الفكرة؛ إذ أن هذا سيعني أن صدفة مذهلة أُخرى قد حدثت. فهذا يتطلب أن تكون الفئة القليلة من الخفافيش الضخمة التي تستخدم تحديد المواقع باستخدام الصدى قد طورت (بشكل منفصل) طريقة لاستخدام الصدى لتحديد المواقع، بشكل مماثل لطريقة الخفافيش الصغيرة، وإن كان هذا مختلفاً.
إن حقيقة كون الخفافيش لا تتشابه مع أي مجموعة أُخرى من الثديات تجعل من الصعب على أنصار التطور أن يقوموا بترتيبها في شجرة الحياة التطورية. يدّعي البعض من التطوريّين أن أقرب أقرباء الخفافيش هي من الخيول والحيوانات آكلة اللحوم، وذلك بناءً على دراسات الحمض النووي.12،13،14 لم يتم العثور على أي من ”الحلقات المفقودة“ (الأشكال الإنتقالية) بين الخفافيش وغير الخفافيش. تبدو مستحاثات الخفافيش مشابهة للخفافيش المعاصرة، دون أي علامة على التطور. إن أقدم مستحاثات الخفافيش تُظهر أنها تبدو مماثلة لشكلها المعاصر (انظر الشكل ٤).15،16 إن الخفافيش هي أمثلة عن الأحفوريات الحيّة، مما يعني أنه يكاد لا يوجد أي فرق بين الكائنات الحية والأشكال التي يفترض أنها قد انقرضت منذ فترة طويلة. إن الخفافيش لطالما كانت موجودةً ابتداءً من اليوم الخامس من أسبوع الخلق.
هل يدعو الكتاب المقدس عن طريق الخطأ الخفافيش ”طيوراً“؟
يشير البعض من الأشخاص إلى اللاويين ١١: ١٣-١٩ والتثنية ١٤: ١١-١٨ في محاولة لإظهار أن الكتاب المقدس غير علمي. تقوم هذه الآيات بتقديم الخفافيش بين العديد من أنواع ”الطيور”، مثل النسر والأنوق. علينا أن ندرك أن الكتاب المقدس يختار في بعض المواضع أن يقوم بتصنيف الكائنات الحية بشكل مختلف عن الطريقة التي يتم بها تصنيفها وفق المفهوم العلمي المعاصر، لكن هذا لا يجعل منه أقلّ دقةً أو قابليةً للتطبيق.
إن سفر التكوين ١: ٢١ يصف الأشياء الحية التي خُلِقَت في اليوم الخامس من أسبوع الخلق، بما في ذلك ما تمت ترجمته على أنَّه ”طائر ذي جناح“. وبما أنه من الواضح أن الخفافيش تمتلك أجنحة وتطير، فإن وضعها مع الطيور تحت المسمى العبري ”طائر ذي جناح“ هو أمر دقيق ومناسب بشكل كامل.
الخلاصة والإستنتاج
إن الخفافيش هي مخلوقات بالغة التعقيد تصرّح عن التصميم. لا يوجد لها أي علاقة مع أي مجموعة حيوانية أُخرى بسبب مخطط جسدها الفريد. تتغذى العديد من الخفافيش على الرحيق والفاكهة، وهو ما يشير إليه الكتاب المقدس على أنه النظام الغذائي الأصلي للحيوانات قبل السقوط. تتسبب الخفافيش بالمشاكل لنظرية التطور؛ أليس من الأسهل قبول ما يقوله الله عن هذه المخلوقات في كلمته!
مراجع
- Denzinger, A. and Schnitzler, H.U., Bat guilds, a concept to classify the highly diverse foraging and echolocation behaviors of microchiropteran bats, Front Physiol. 4:164, 2013.
- Wang, L.F. and 2 others, Mass extinctions, biodiversity and mitochondrial function: are bats ‘special’ as reservoirs for emerging viruses? *Current Opinion in Virology***1**(6):649–57, 2011.
- الخطم: هو أنف الحيوان وهو الجزء البارز من وجه الحيوان ويتألف من الأنف والفم والفكّ.
- Jones, G., and Teeling, E.C., The evolution of echolocation in bats, *Trends in Ecology & Evolution***21**(3):149–56, 2006.
- Holland, R.A. and 2 others, Echolocation signal structure in the Megachiropteran bat Rousettus aegyptiacus Geoffroy 1810, J. Experimental Biology 207:4361–4369, 2004.
- Jones G. and Holderied, M.W., Bat echolocation calls: adaptation and convergent evolution. Proc. Biological sciences / The Royal Society, 274(1612):905–12, 2007.
- Jones G., Echolocation, Current Biology 15(13):R484–8, 2005.
- Peixoto, F.P. and 2 others, A synthesis of ecological and evolutionary determinants of bat diversity across spatial scales, BMC Ecolology 18(1):18, 2018.
- Rubin, J.J. and 5 others, The evolution of anti-bat sensory illusions in moths, *Science Advances***4**(7):eaar7428, 2018.
- Hedenström, A. and Johansson, L.C., Bat flight: aerodynamics, kinematics and flight morphology, J. Experimental Biology 218(5):653–63, 2015.
- Bats and dolphins have incredible similarities in the genes that enable both to echolocate, but these similarities also cannot be explained through evolution: Sarfati, J., Echolocation ‘evolved in the same way’, 3 October 2013; creation.com/echolocation-homoplasy.
- Nishihara, H. and 2 others, Pegasoferae, an unexpected mammalian clade revealed by tracking ancient retroposon insertions, Proc. National Academy of Sciences USA 103(26):9929–34, 2006.
- Papenfuss, A.T. and 9 others, The immune gene repertoire of an important viral reservoir, the Australian black flying fox, BMC Genomics 20:13:261, 2012.
- Zhang, G., Comparative analysis of bat genomes provides insight into the evolution of flight and immunity, Science 339(6118):456–460, 2013.
- Sears, K.E. and 3 others, Development of bat flight: morphologic and molecular evolution of bat wing digits, Proc. National Academy of Sciences U S A. 103(17):6581–6, 2006.
- Cretekos, C.J. and 5 others, Regulatory divergence modifies limb length between mammals, Genes and Development 22(2):141–151, 2008.