التناقضات المفترضة في الكتاب المقدس
يتواجد الكثير من الإدعاءات المنتشرة عبر فضاء المواقع الإلكترونية بأنَّ الكتاب المقدس مليء بالتناقضات، وبالتالي فإنَّه ليس مصدراً موثوقاً للحقيقة. كما يتم تقديم لوائح طويلة من الإنتقادات التي تتضمن إدعاءات بوجود آيات تُقدِّمُ تصريحات تناقض بعضها البعض، فما هي حقيقة هذه الإدعاءات؟
تقدم لكم هذه السلسلة من المقاطع المصورة نظرة عامة على هذه الآيات بالإضافة إلى تحليل منطقي لما يُعتقد بأنَّه تناقض بين الآيات وذلك بالإعتماد على علم المنطق.
إن هذه الدراسات مبنية بشكل أساسي على كتاب بعنوان: Keeping Faith in an Age of Reason: Refuting Alleged Bible Contradictions. للدكتور جيسون لايل.
عند القيام باستقصاء لهذه الإدعاءات المطالبة بأمثلة عن الآيات التي يُفترض بها أن تكون متناقضةً بعضها مع بعض، نواجَه غالباً بردّ فعل عاطفي ينطوي على تكرار لأخطاء ومغالطات منطقية عديدة. بالإضافة إلى التماس العذر بوجود عدد من اللوائح التي تُقدِّم كماً كبيراً من الآيات التي يفترض أنها تتناقض بعضها مع بعض.
إن ما سبق يُظهر أن معظم نُقّاد الكتاب المقدس غير مهتمين بالتدقيق بانتقاداتهم أو القيام بدراسات عقلانية لهذه الإدعاءات. إنهم وبشكل مباشر يُظهرون عدم محبتهم للكتاب المقدس وتعاليمه، وبالمطلق يُظهرون تحجّر قلبهم وحاجتهم إلى التجديد والولادة الثانية.
قبل أن تشعروا بالتهديد نتيجةً لوجود أعداد كبيرة من المُدخلات في هذه اللوائح، ندعوكم إلى البدء بتفقد هذه الإدعاءات بشكل فردي وشخصي، وعدم تجاهل التساؤلات التي قد تمتلكونها حيال العديد من هذه الإنتقادات. إن هذه العملية قد تكون مضنية وتتطلب بذل الجهد وطلب المساعدة في بعض الأحيان، إلا أن العائد هو تثبيت الإيمان والصيرورة على استعداد لمواجهة الهجمات الضروس التي قد تواجه إيماننا وعقيدتنا.
إن عملية التدقيق في هذه الإعتراضات سُوف تقوم بإظهار كيف أن النقاد – وفي مُعظم الحالات – لم يقرأوا الآيات بطريقة أمينة، أو أنهم قاموا باقتصاص هذه الآيات من سياقها النصي لوضعها في سياق يُناسب رفضهم للحق الكتابي. في بعض الحالات الأُخرى، نجد أن النقّاد يقومون بارتكاب أخطاء منطقية في مقاربتهم وتحليلهم للآيات. كما ويوجد أيضاً استخدام للفروق التوافقية التي سوف نقوم بالتعامل معها بشكل أوفى عند استخدامها في هذه الدراسات.
إن رحلتنا هذه، التي نرجوا أن تكون شيّقة ومفيدة لكم، عبر مئات الإعتراضات والإدعاءات المختلفة سوف تحمل الكثير من التحديات والبركات علينا، ذلك أننا سوف نقوم بتقديم وقراءة الآيات من الكتاب المقدس بطريقة متأنية ودقيقة لمعرفة الحق القادر على تحريرنا. سوف يتكشف لنا كيف أن غياب وجود أي تناقض حقيقيّ بين آيات الكتاب المقدس يُظهر حقيقةً كان قد أعلن عنها الروح القدس على لسان بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية حين قال: