الإعتراض ١٢٥، كم كان عمر اسماعيل حين أبعدَه ابراهيم؟
يقول المعترض بأنَّ التكوين ٢١: ١٤-١٥، ١٨ تشير إلى أنَّه كان طفلاً أي أنَّه كان صغيراً جداً في السنّ، لكن التكوين ١٧: ٢٥، ٢١: ٥، ٨ تقول بأنَّه كان أكبر من ذلك.
التكوين ٢١: ١٤-١٥، ١٨ ”فَبَكَّرَ إِبْرَاهِيمُ صَبَاحًا وَأَخَذَ خُبْزًا وَقِرْبَةَ مَاءٍ وَأَعْطَاهُمَا لِهَاجَرَ، وَاضِعًا إِيَّاهُمَا عَلَى كَتِفِهَا، وَالْوَلَدَ، وَصَرَفَهَا. فَمَضَتْ وَتَاهَتْ فِي بَرِّيَّةِ بِئْرِ سَبْعٍ. وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ طَرَحَتِ الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ،“،”قُومِي احْمِلِي الْغُلاَمَ وَشُدِّي يَدَكِ بِهِ، لأَنِّي سَأَجْعَلُهُ أُمَّةً عَظِيمَةً».“
التكوين ١٧: ٢٥ ”وَكَانَ إِسْمَاعِيلُ ابْنُهُ ابْنَ ثَلاَثَ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ خُتِنَ فِي لَحْمِ غُرْلَتِهِ.“
التكوين ٢١: ٥، ٨ ”وَكَانَ إِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِئَةِ سَنَةٍ حِينَ وُلِدَ لَهُ إِسْحَاقُ ابْنُهُ.“، ”فَكَبِرَ الْوَلَدُ وَفُطِمَ. وَصَنَعَ إِبْرَاهِيمُ وَلِيمَةً عَظِيمَةً يَوْمَ فِطَامِ إِسْحَاقَ.“
إن هذا الإعتراض مبني على احتيال واضح إضافةً إلى فشلٍ ذريع في قراءة النصوص.
إنَّ عمر اسماعيل كان بحدود ١٦ عام، فهل يوجد أي نصٍّ يقول بخلاف ذلك؟
عند قراءة التكوين ١٧: ٢١-٢٥ نعرف بأنَّ اسماعيل كان بعمر ١٣ عام قبل أن يُولَدَ اسحق ،وبما أنَّ اسماعيل قد طُرِدَ أو أُبعِدَ مع هاجر أُمِّه بعد فِطام اسحق وهو الأمر الذي يعطي اسحق عمراً بحدود السنتين، فإن عمر اسماعيل سيكون بحدود ستة عشر عام.
لا يوجد أي نص من النصوص التي استخدمها المعترض تخدم ادّعاءه بوجود تناقض، لكن على ما يبدو أن الإرتباك نتج عن سوء فهم للآية ١٥ من سفر التكوين ٢١ وذلك حين تركت هاجر ”الْوَلَدَ تَحْتَ إِحْدَى الأَشْجَارِ،“ حيث أنَّه وبشكل خاطئ قام بالإفتراض بأنَّ اسماعيل كان طفلاً. لكن السياق النصي يقول بأنَّ طرد اسماعيل قد نجم عن سخريته وتهكمه على اسحق بحسب ما يرد في التكوين ٢١: ٩ ”رَأَتْ سَارَةُ ابْنَ هَاجَرَ الْمِصْرِيَّةِ الَّذِي وَلَدَتْهُ لإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ،“.
إنَّ القراءة الأمينة تشير إلى معنى أوضح للآية ١٥ التي تسبَّبت بالإرباك للمعترض، ألا وهو أن اسماعيل كان قد أُنهكَ وخارت قواه جراء العطش، وخصوصاً أن الآية تبتدئ بالقول: ”وَلَمَّا فَرَغَ الْمَاءُ مِنَ الْقِرْبَةِ“.