الإعتراض ١٣٧، متى خُلِقَت النجوم؟
يقول المعترض بوجود تناقض بين التكوين ١: ١٦-١٩ التي تقول بأنها قد خُلِقَت في اليوم الرابع وبين أيوب ٣٨: ٤-٧ التي تقول بأن النجوم قد وجدت حين تم تأسيس الأرض.
التكوين ١: ١٦-١٩ ”فَعَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ. وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ، وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا رَابِعًا.“
أيوب ٣٨: ٤-٧ ”أَيْنَ كُنْتَ حِينَ أَسَّسْتُ الأَرْضَ؟ أَخْبِرْ إِنْ كَانَ عِنْدَكَ فَهْمٌ. مَنْ وَضَعَ قِيَاسَهَا؟ لأَنَّكَ تَعْلَمُ! أَوْ مَنْ مَدَّ عَلَيْهَا مِطْمَارًا؟ عَلَى أَيِّ شَيْءٍ قَرَّتْ قَوَاعِدُهَا؟ أَوْ مَنْ وَضَعَ حَجَرَ زَاوِيَتِهَا، عِنْدَمَا تَرَنَّمَتْ كَوَاكِبُ الصُّبْحِ مَعًا، وَهَتَفَ جَمِيعُ بَنِي اللهِ؟“
لقد ارتكب المعترض مغالطة المفارقة التاريخية للمعنى إضافةً إلى الفشل في القيام بقراءة دقيقة للنصوص والآيات المستخدمة. إن الآيات الواردة في سفر التكوين ١: ١٦-١٩ تشير إلى أن النجوم قد خُلِقَت في اليوم الرابع من أسبوع الخلق. أما الأرض فإنها قد خلقت في اليوم الأول من أسبوع الخلق إلا أنها لم تستكمل حالتها النهائية إلى اليوم السادس. أي أن الرب الإله كان يتمَّ تشكيل الأرض في شكلها النهائي أثناء خلقه للنجوم في اليوم الرابع. في أيوب ٣٨: ٤-٧ نجد جدلاً كاملاً يظهر هذا الأمر بشكل متوافق تماماً. كماأن هذا القسم من سفر أيوب مكتوب بطريقة شعرية، ونعني بهذا أن أيوب لم يكن له وجود في أسبوع الخلق حين تشكلت الأرض والنجوم. فتجدر بنا الملاحظة أن الإصحاح ٣٨ من سفر أيوب لم يقدم أي سرد تسلسلي للأحداث التي سجلها سفر التكوين إنما كان يقوم بالإشارة إليها فقط.
إن المعترض يحاول أن يقوم بثني عنق النص ليتلاءم مع ادعاءه بوجود تناقض في حين أن النصوص متوافقة بشكل كامل.