الإعتراض ١٥٠، هل خَلُصَت راحاب بالإيمان أم بالأعمال؟
يقول المعترض بأن الرسالة إلى العبرانيين ١١: ٣١ تقول بالإيمان في حين أن رسالة يعقوب الجامعة ٢: ٢٥ تقول بالإعمال.
العبرانيين١١: ٣١ ”بِالإِيمَانِ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ لَمْ تَهْلِكْ مَعَ الْعُصَاةِ، إِذْ قَبِلَتِ الْجَاسُوسَيْنِ بِسَلاَمٍ.“
يعقوب ٢: ٢٥ ”كَذلِكَ رَاحَابُ الزَّانِيَةُ أَيْضًا، أَمَا تَبَرَّرَتْ بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَبِلَتِ الرُّسُلَ وَأَخْرَجَتْهُمْ فِي طَرِيق آخَرَ؟“
لقد ارتكب المعترض مغالطة النطاق الدلالي إضافة إلى الفشل في القيام بقراءة أمينة للنصوص ضمن سياقها. إن راحاب قد خَلُصَت (لم تَهلِك) بالإيمان كما هو مذكور في الرسالة إلى العبرانيين ١١: ٣١. ولكنها قد تبررت بالأعمال كما يرد في رسالة يعقوب ٢: ٢٥. وهذان الأمران هما أمران مختلفان بعضهما عن بعض. فالتبرير الذي يرد في رسالة يعقوب يُراد به أن الشخص يُظهِر أو يستَعرِض موقفه السليم وهو أمر يختلف عن الخلاص (أي عدم الهلاك) وهو أن يكون الإنسان في موقف سليم أمام الله. إن السياق النصي للإصحاح الثاني من رسالة يعقوب يتعامل مع إظهار ثمار الخلاص للآخرين، وهذا الامر يظهر من خلال أعمال البر، ذلك لأن الناس لا يستطيعون أن يروا الإيمان دون وجود للأعمال التي تستعرض هذا الإيمان. فالخلاص هو من خلال الإيمان، أما التبرير أمام الناس فهو من خلال الأعمال البارة التي تَنتُج عن الإيمان. إن رسالة يعقوب ٢: ١٧-٢٦ تقوم بإظهار هذا الأمر بطريقة واضحة لمن يريد أن يستخلص المعنى من النص ضمن سياقه.