الإعتراض ١٦٨، كم هو عدد اللغات التي كانت موجودة قبل حادثة التشتت عند بناء برج بابل؟
**إن ما يرد في التكوين ١١: ١، ٦-٩ يشير إلى وجود لغة واحدة، في حين أن ما يرد في التكوين ١٠: ٥، ٢٠، ٣١ يشير إلى وجود عدد من اللغات. **
التكوين ١١: ١ ”وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً.“
التكوين ١١: ٦-٩” وَقَالَ الرَّبُّ: «هُوَذَا شَعْبٌ وَاحِدٌ وَلِسَانٌ وَاحِدٌ لِجَمِيعِهِمْ، وَهذَا ابْتِدَاؤُهُمْ بِالْعَمَلِ. وَالآنَ لاَ يَمْتَنِعُ عَلَيْهِمْ كُلُّ مَا يَنْوُونَ أَنْ يَعْمَلُوهُ. هَلُمَّ نَنْزِلْ وَنُبَلْبِلْ هُنَاكَ لِسَانَهُمْ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ بَعْضُهُمْ لِسَانَ بَعْضٍ». فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ، لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ.“
التكوين ١٠: ٥ ”مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ.“
لتكوين ١٠: ٢٠”هؤُلاَءِ بَنُو حَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ وَأُمَمِهِمْ.“
لتكوين ١٠: ٣١”هؤُلاَءِ بَنُو سَامٍ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ بِأَرَاضِيهِمْ حَسَبَ أُمَمِهِمْ“.
إن هذا الإعتراض مبني على الفشل في القيام بقراءة دقيقة للنصوص.
كان يوجد لغة واحدة قبل حادثة التشتت في بابل (التكوين ١١: ١). أما الأحداث التي ترد في التكوين ١٠: ٥، ٢٠، ٣١ فهي تشير إلى الأشخاص الذين عاشوا بعد أن بلبل الرب الإله ألسنة الناس عند مباشرتهم لبناء البرج في مدينة بابل. إن هذا الأمر يظهر بوضوح عند قراءة التكوين ١٠: ٦-١٠ حيث أن هذه الآيات تشير إلى نمرود الذي كان من الجيل الثالث بعد نوح وقد ابتدأت مملكته من بابل. إن الآيات المذكورة من التكوين ١٠ تصف أحداث التشتت واختلاف الألسنة التي وقعت بعد ثالث الأجيال من نوح.
على ما يبدو أن المعترض افترض بأن الأحداث التي ورد ذكرها في التكوين ١٠ قد سبقت الأحداث التي ورد ذكرها في التكوين ١١، إلا أن قراءة الآيات سوف تظهر خلاف ذلك.