الإعتراض ٢٠٢، هل ذهب كل من يسوع ومريم ويوسف إلى مصر أم إلى الناصرة؟
يقول الناقد ان متى ٢: ١٤ تقول أنهم ذهبوا إلى مصر، في حين أن لوقا ٢: ٣٩ تقول أنهم ذهبوا إلى الناصرة.
متى ٢: ١٤ ”فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ.“،
لوقا ٢: ٣٩ ”وَلَمَّا أَكْمَلُوا كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ نَامُوسِ الرَّبِّ، رَجَعُوا إِلَى الْجَلِيلِ إِلَى مَدِينَتِهِمُ النَّاصِرَةِ.“.
لقد وقع الناقد في اعتراضه هذا في مغالطة التشعب (التقليص الخاطئ) إضافة إلى أنَّه لم يقم بالتمييز بين الأزمنة المختلفة للأحداث. فإن كل من يسوع ومريم ويوسف قد ذهبوا إلى مصر أولاً (متى ٢: ١٤-١٥)، ومن ثم بعد أن توفي هيرودس ذهبوا إلى الناصرة، والترتيب الزمني لهذه الأحداث يظهر بوضوح من خلال قراءة متى ٢: ٢٠-٢٣ (قَائِلاً:«قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. وَلكِنْ لَمَّا سَمِعَ أَنَّ أَرْخِيلاَوُسَ يَمْلِكُ عَلَى الْيَهُودِيَّةِ عِوَضًا عَنْ هِيرُودُسَ أَبِيهِ، خَافَ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى هُنَاكَ. وَإِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِ فِي حُلْمٍ، انْصَرَفَ إِلَى نَوَاحِي الْجَلِيلِ. وَأَتَى وَسَكَنَ فِي مَدِينَةٍ يُقَالُ لَهَا نَاصِرَةُ، لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالأَنْبِيَاءِ:«إِنَّهُ سَيُدْعَى نَاصِرِيًّا») وهو ما يذكره لوقا البشير في لوقا ٢: ٣٩. لو أن المعترض تابع في قرائته للإصحاح الثاني من البشارة كما دوّنها متى لما كان قد وصل إلى استنتاجه بوجود تناقض بين هذه الآيات التي رأينا توافقها الكامل عند قيامنا بقرائتها ضمن سياقها.