الإعتراض ٢٠٧، من الذي اشترى حقل الفخّاري؟
يقول الناقد أن متى ٢٧: ٦-٧ تقول بأن رؤساء الكهنة هم من فعل ذلك، في حين أن أعمال الرسل ١: ١٨ تقول أن يهوذا هو من قام بالأمر.
متى ٢٧: ٦-٧ ” َأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». تَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ.“
أعمال الرسل ١: ١٨ ” فَإِنَّ هذَا اقْتَنَى حَقْلاً مِنْ أُجْرَةِ الظُّلْمِ، وَإِذْ سَقَطَ عَلَى وَجْهِهِ انْشَقَّ مِنَ الْوَسْطِ، فَانْسَكَبَتْ أَحْشَاؤُهُ كُلُّهَا.“.
لقد فشل الناقد في القيام بقراءة أمينة للنص. إن رؤساء الكهنة هم من اشتروا حقل الفخاري بالنيابة عن يهوذا، فقد تصرَّفوا كوكلاء له بعد أن ردَّ لهم تلك الأموال التي أخذها سابقاً جزاء تسليمه ليسوع والمُشار إليها في (متى ٢٧: ٣-٥). حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ قَائِلاً: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ.
وبالتالي فإنه من الممكن أن يقال عن هذا الحقل أنه قد تمَّ اقتناؤه من قِبَل يهوذا ”من أُجرة الظلم“ وذلك أنَّه أمَّن الوسيلة التي تمَّ من خلالها شراؤه كما في (أعمال الرسل ١: ١٨)، وذلك على الرغم من أنَّ عملية الشراء قد تمَّت من قِبَل رؤساء الكهنة بالنيابة.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ هذا الأمر قد سبق وأُنبئ عنه في سفر زكريا ١١: ١٣. فَقَالَ لِي الرَّبُّ: «أَلْقِهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ، الثَّمَنَ الْكَرِيمَ الَّذِي ثَمَّنُونِي بِهِ». فَأَخَذْتُ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ وَأَلْقَيْتُهَا إِلَى الْفَخَّارِيِّ فِي بَيْتِ الرَّبِّ. وكانت هذه الأجرة قد أُلقيت إلى الفخاري - نبوءة عما سيفعله يهوذا بعد خيانته للرب. حيث أنَّ هذا الآية تقدم واحدةً من النبوءات المسيانية الواضحة التي تمَّت من خلال خدمة يسوع المسيح وموته وقيامته المجيدة.