الإعتراض ٢٦٢، هل تَعَرَّفَت مريم المجدلية على يسوع حين ظهر لها أولاً؟
يعتقد الناقد بوجود تناقض بين متى ٢٨: ٩ التي تتناقض مع يوحنا ٢٠: ١٤ والتي بدورها تتناقض مع ما يرد في لوقا ٢٤: ٢٣.
وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ:«سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. متى ٢٨: ٩
وَلَمَّا قَالَتْ هذَا الْتَفَتَتْ إِلَى الْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. يوحنا ٢٠: ١٤
وَلَمَّا لَمْ يَجِدْنَ جَسَدَهُ أَتَيْنَ قَائِلاَتٍ: إِنَّهُنَّ رَأَيْنَ مَنْظَرَ مَلاَئِكَةٍ قَالُوا إِنَّهُ حَيٌّ. لوقا ٢٤: ٢٣
إن أكثر الأخطاء شيوعاً بين نقاد الكتاب المقدس هي تجاهل الأزمنة المختلفة للأحداث التي يقومون بدراستها. إن الأمر ليس على تلك الدرجة من الصعوبة، فمريم المجدلية لم تكن قادرة على تمييز يسوع حين رأته لأول مرة
وَلَمَّا قَالَتْ هَذَا ٱلْتَفَتَتْ إِلَى ٱلْوَرَاءِ، فَنَظَرَتْ يَسُوعَ وَاقِفًا ، وَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّهُ يَسُوعُ. قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا امْرَأَةُ، لِمَاذَا تَبْكِينَ؟ مَنْ تَطْلُبِينَ؟». فَظَنَّتْ تِلْكَ أَنَّهُ الْبُسْتَانِيُّ، فَقَالَتْ لَهُ: «يَا سَيِّدُ، إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ حَمَلْتَهُ فَقُلْ لِي أَيْنَ وَضَعْتَهُ، وَأَنَا آخُذُهُ». يوحنا ٢٠: ١٤-١٥
ولكن حين نطق باسمها، تعرّفت عليه بشكل فوريّ
قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «يَا مَرْيَمُ». فَالْتَفَتَتْ تِلْكَ وَقَالَتْ لَهُ: «رَبُّونِي!» ٱلَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ. يوحنا ٢٠: ١٦
أما السرديات الإنجيلية الأُخرى فإنها لا تنقل لنا رد الفعل الأولي والمؤقت الذي أبدته مريم المجدلية حين لم تتمكن من تمييز يسوع، ولكننا نجد أن متى البشير يوثق لنا أن مريم المجدلية كانت قد سجدت ليسوع وذلك ما يرد في متى ٢٨: ٩. أما التسجيل الوارد في لوقا ٢٤: ٢٣ فإنه لا يتحدث عن هذه القضية، وهو الامر الذي يُظهر تجاهل الناقد للتعليم الذي يرد في الآيات.